رجحت مصادر مطلعة أن يكون منفذ الهجوم الإرهابي في مسجد الطوارئ بمنطقة عسير أحد الطلبة المنضمين حديثاً إلى قوات الطوارئ، متأثر بفكر تنظيم «داعش» الإرهابي، أو أحد العاملين في شركة خدمات متعاقدة مع وزارة الداخلية، وعزت المصادر ذلك إلى وجود المسجد ضمن منطقة عسكرية ليست متاحة للعموم، باستثناء العاملين من منسوبي قوات الطوارئ، أو الشركات المتعاقدة معها، ما يجعل عملية دخول تلك المنطقة شبه مستحيلة. وأشارت المصادر إلى أن منفذ الجريمة اختار المسجد لتنفيذ عمليته الانتحارية، وذلك لوجود أكبر عدد من منسوبي قوات الطوارئ بمختلف مراتبهم، إضافة إلى انشغالهم بتأدية الصلاة، ما أتاح له تنفيذ العملية، التي خلفت استشهاد 12 شخصاً من عناصر الأمن، وثلاثة من العاملين في المسجد، إضافة إلى إصابة أشخاص نتيجة العملية الإرهابية، ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن السعودية تفاصيل الحادثة التي شهدها مقر قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير، الذي يضم قيادة قوات الطوارئ، ومنطقة تدريب وسكناً للمتدربين. وأفاد أحد الناجين من حادثة تفجير مسجد الطوارئ في عسير، بأنه أثناء تلاوتهم القرآن قبل إقامة الصلاة، دخل إلى المسجد شخص غريب مرتدياً اللباس المموه الخاص بقوات الطوارئ، بنطلوناً وسترة قديمة، ولوحظ على نظراته الريبة عند دخوله، وأضاف أحد الناجين، في مقطع فيديو تم تداوله، أن الانتحاري سحب مصحفاً من إحدى الخزائن في المسجد، ومن ثم أعاده إلى مكانه، وعند إقامة الصلاة حاول الوصول والوقوف خلف الإمام مباشرة، إلا أن توافد المصلين على الصفوف الأمامية قبله حال دون وصوله إلى الموقع الذي كان ينوي الوقوف فيه لتنفيذ العملية، ما دعاه إلى الوقوف في الركن الأيمن من المسجد، وأثناء الصلاة وفي الركعة الثالثة وقع الانفجار. وتعد قوات الطوارئ الخاصة العدو اللدود للتنظيمات الإرهابية كافة، وبالتحديد تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك نتيجة صرامة تلك القوات في التعامل مع أفراد وعناصر تلك الجماعات، سواء من خلال عمليات الدهم التي تنفذها، والتي تسفر عن القبض على المطلوبين وإيقافهم، أم المواجهات المباشرة مع أفراد تلك التنظيمات، ما يضع عناصر قوات الطوارئ الخاصة ضمن الأهداف الأساسية والثمينة لدى التنظيمات الإرهابية بغض النظر عن مكان وجودهم، بحسب ما ذكره مراقبون أشاروا إلى أن المسجد أحد أفضل الأماكن التي تنفذ تلك الجماعات فيها عملياتها، نتيجة للأعداد الكبيرة التي يضمها، إضافة إلى أهم عنصر، وهو المباغتة واستغلال انشغال الأفراد بتأدية الصلاة. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أخيراً، توقيف 431 شخصاً على صلة بسلسلة من الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد، كحادثة استهداف الخارجين من حسينية المصطفى في قرية الدالوة (محافظة الأحساء)، وإطلاق النار على دورية أمن عام شرق الرياض، ما أدى إلى استشهاد قائدها ومرافقه، وإطلاق النار على دورية أمن منشآت بالقرب من موقع الخزن الاستراتيجي جنوبالرياض، واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، واستهداف المصلين في مسجد الإمام علي في بلدة القديح (محافظة القطيف)، واستهداف المصلين في مسجد الإمام الحسين في حي العنود بالدمام. وفي سياق العمليات الاستباقية، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إحباط سلسلة من العمليات الإرهابية، منها عملية انتحارية باستخدام أحزمة ناسفة تستهدف جامع مبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض، الذي يستوعب 3 آلاف مصل، خلال شهر رمضان الماضي، وعمليات انتحارية تستهدف ستة مساجد في المنطقة الشرقية بشكل متتابع كل يوم جمعة، بالتزامن مع عمليات اغتيال رجال أمن على الطرق، إضافة إلى استهداف مقر بعثة ديبلوماسية واغتيال رجال أمن، وكذلك عمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في شرورة (جنوب السعودية) وإقامة معسكر تدريب في صحرائها، والتواصل والتنسيق مع عناصر مطلوبة في اليمن. كما أعلنت إيقاف 144 شخصاً من العناصر الداعمة، التي عملت على «نشر الفكر المنحرف عبر شبكة الإنترنت، وتجنيد العناصر، ونشر الدعاية المضللة»، لافتة إلى أن حصيلة العمليات الإرهابية والتصدي لها هو «37 شهيداً من رجال الأمن والمواطنين، وإصابة 120 آخرين، إضافة إلى قتل ستة إرهابيين».