تبنى تنظيم داعش الارهابي، العملية التي أدت إلى استشهاد 15 شخصاً بينهم 12 من قوات الطوارئ وإصابة 9 آخرين في تفجير انتحاري استهدف مسجد يؤمه الجنود في أبها خلال صلاة ظهر أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، في بيان، إن أشلاء عثر عليها في موقع ترجح فرضية أنه تفجير تم بأحزمة ناسفة. وكانت السلطات الأمنية السعودية أعلنت أن التفجير خلف 12 شهيداً من رجال قوات الطوارئ الخاصة وثلاثة عاملين، فضلاً عن إصابة 9 أشخاص، وصفت إصابات ثلاثة منهم بالخطرة. وذكر بيان وزارة الداخلية السعودية أن الهجوم وقع أثناء أداء منسوبي القوات والعاملين في الموقع صلاة الظهر. ورجحت مصادر أن منفذ الهجوم الإرهابي إما طالب مستجد في قوات الطوارئ الخاصة متأثر بفكر تنظيم «داعش»، أو عامل في شركة خدمات متعاقدة مع وزارة الداخلية السعودية. وأعلن «داعش»، في «تغريدة» على موقع «تويتر» أمس (الخميس) مسؤوليته عن التفجير الإرهابي، من دون أن يذكر أن الهجوم استهدف مسجداً ومصلين أثناء أداء صلاة مفروضة. وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف تلقى اتصالاً هاتفياً من العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس، أبلغه فيه بإدانته التفجير الإرهابي، معبراً عن مواساته لأسر الشهداء. ونددت دول ومؤسسات عالمية وإسلامية بالجريمة الإرهابية، إذ شجبتها مصر وتونس والأردن والبحرين وإسبانيا وألمانيا وباكستان، وأمانة مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإٍسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والأزهر. وأعلن وزير العدل السعودي الدكتور وليد الصمعاني أمس أن القضاء السعودي «سيقف بقوة في وجه كل مفسد (...)، ليقيم شرع الله فيهم». وأكد أن القضاء السعودي «ستكون أحكامه رادعة وحازمة، في حق كل من يثبت تورطه بأي فعل أو قول فيه مشاركة أو تحريض أو تأييد لمثل هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة». ووصف مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الحادثة الإرهابية بأنها «عمل إجرامي مشين وقبيح لا يقبله إنسان ولا دين»، وقال: «هؤلاء يقتلون المصلين المطمئنين الذين يؤدون فريضة الإسلام ويفجرونهم تفجيراً، وهذا دليل على فكر سيئ وحقد عظيم». وزاد أن ذلك «لا يزيدنا إلا تلاحماً وقوة واجتماعاً وتآلفاً وترابطاً بيننا وبين قائدنا». ووصف مرتكبي الحادثة البشعة بأنهم «فئة ضالة خارجة عن الإسلام». وشدد أمير منطقة عسير فيصل بن خالد على أن «الدولة (السعودية) ستتعامل بكل حزم وقوة كما هي عادتها»، وأكد أن ما حدث أمس من استشهاد رجال الأمن في مسجد قوات الطوارئ «يأتي استمراراً لعمل العصابة الضالة». وأكد الأمير فيصل - في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس - أن المستوى الأمني في المنطقة بعد الحادثة الإرهابية «جيد، وتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وشدة من أي وقت سابق»، داعياً المواطنين إلى التعاون مع رجال الأمن في «الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو ملاحظاتهم على أي شخص مشبوه، حفاظاً على بلادهم وأمنهم»، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً بنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف أطلعه فيه على التفاصيل كافة. وكان أمير منطقة عسير زار أمس المصابين من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة، الذين يتلقون العلاج في مستشفى عسير المركزي. كما تفقد موقع التفجير الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ الخاصة بالمنطقة. وأكد «أن هذا العمل الإرهابي الجبان ينم عن فكر فاسد هدفه زعزعة أمن البلد ونشر الرعب في نفوس المواطنين». وأشارت مصادر تحدثت إليها «الحياة» أمس إلى أن منفذ الجريمة اختار المسجد لتنفيذ عمليته الانتحارية، لوجود عدد كبير من منسوبي قوات الطوارئ بمختلف مراتبهم، إضافة إلى انشغالهم بتأدية الصلاة. ويضم مقر قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير قيادة قوات الطوارئ، ومنطقة تدريب، وسكن المتدربين. وتعد قوات الطوارئ الخاصة العدو اللدود للتنظيمات الإرهابية، خصوصاً تنظيم «داعش»، نتيجة لصرامتها في التعامل مع أفراد وعناصر تلك الجماعات، من خلال عمليات الدهم، أو المواجهات المباشرة، ما يضع عناصر قوات الطوارئ الخاصة ضمن الأهداف الأساسية والثمينة للتنظيمات الإرهابية. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أخيراً توقيف 431 شخصاً على صلة بسلسلة من الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد، كحادثة استهداف الخارجين من حسينية المصطفى في قرية الدالوة (محافظة الأحساء)، وإطلاق النار على دورية أمن عام شرق الرياض، ما أدى إلى استشهاد قائدها ومرافقه، وإطلاق النار على دورية أمن منشآت بالقرب من موقع الخزن الاستراتيجي جنوبالرياض، واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، واستهداف المصلين في مسجد الإمام علي في بلدة القديح (محافظة القطيف)، واستهداف المصلين في مسجد الإمام الحسين في حي العنود بالدمام (شرق السعودية).