كانت تقف منذ الصف الأول الابتدائي متأملة للرسومات التي يحملها جدار صفها الصغير تستخدم اللواصق الكارتونية؛ لتزين دفترها الوردي بها، وتتمنى أن تتعلم رسمها وتقليدها، وأن تتميز في أعمالها؛ لتنال إعجاب معلماتها ولتختلف فرشاتها عن جميع الرسامين. وعلى رغم صعوبة الرسم وعدم إلمامها بأساسياته لم تقف رهف التويجري (15 عاماً) عند حاجز التعلم. بل بدأت بالتدرب والمواجهة لأخطائها والمشاركة في المسابقات المدرسية؛ لتحسن من موهبتها ولتصنع من رسمها أعجوبة من عجائب رسومات موقع التواصل الاجتماعي «أنستغرام»؛ لتتميز بقالب ورونق مختلف عن بقية الرسامات والرسامين بمساعدة إخوتها ومعلماتها، وكذلك زميلاتها تنافس بها مواهب من هم في عمرها. ولأن «رهف» في اللغة العربية اسم يدل على اللطافة والرقة لم تبتعد رسوماتها عن وصف اسمها؛ فهي تصف بألوانها الخشبية والمائية العديد من قضايا المراهقين والمراهقات؛ لتحارب من خلالها الأفكار السلبية التي قد تواجههم، وتبث من خلفها رسائل إيجابية وعبارات لطيفة وقريبة إلى قلوب متابعيها، وتواجه من خلالها صعوبة من بعضهم لتقبل الأفكار التي تطرحها لصغر سنها؛ فحسابها يتناول قضايا نواجهها مثل التدخين والأخلاق الإلكترونية وأهمية الصدقة وغيرها من المواضيع التي وصفتها برسوماتها الجميلة والبسيطة. تقول: «لم أتوقع هذا العدد من الإقبال لحسابي، فكانت فكرته في البداية تقتصر على التسلية، ولكن عندما وجدت متابعة العديد ممن هم في مرحلتي العمرية نفسها وتعبيرهم عن إعجابهم برسوماتي بدأت بوضع هدف لكل رسمة لتحمل رسالة تلامسني وتلامسهم». وتضيف: «اخترت أن أتحدث عن التفاؤل في أكثر رسوماتي؛ لأنه من سمات الشخص المثابر؛ ولأن معظمنا قد تكسوه الأفكار السلبية والتشاؤم، وقد يقف عند أول حاجز يمنعه عن تحقيق أمانيه؛ لذلك تجب علينا محاربته؛ لنحقق أهدافنا ولنرفع من سقف أحلامنا؛ لأن الأحلام تكبر بالإيجابية». ورسماتها المليئة بالحياة وألوانها المبهجة تسعد القلب وتجعله مبتهجاً، على رغم كل الظروف كما وصفت في رسمتها الكرة الأرضية وخروج الظرف منها، وكتبت بأن هناك شخصاً آخر سعيد مع ما هو أقل مما لديك، وهذا يمثل رسائل ضخمة من التفاؤل بالحياة. وفي رسمتها طفلاً يخط على جدار غرفته باباً مفتوحاً ويخرج لحياة مليئة بالألوان والفرح والألعاب التي يحس الطفل بالسعادة معها. وعلى رغم محبتها للرسم وحلمها بالتطوير منه لم تقف أحلامها على دخول عالم الرسم فحسب بل تجد أن علم الرياضيات والحساب هو خطوتها التالية في التميز والتألق، وتتمنى أن تصبح عالمة ورسامة مشهورة.