لم تقف الحواجز والعوائق حائلا أمام طموحهن، أو تمنع أناملهن الصغيرة من حمل الريشة والرسم بطريقة أبهرت الكثير من زوار معرض «أنا وموهبتي والمستقبل»، في مقدمتهم الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبدالله آل سعود، والتي أبدت في تصريح ل«عكاظ» سعادتها بما شاهدته من إبداعات الفنانات الصغيرات. وقالت الأميرة أضواء عقب افتتاحها المعرض الذي نظمه مكتب التربية والتعليم بغرب الرياض في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية: «المعرض ممتاز جدا، خصوصا بالنسبة لطالبات المرحلة الثانوية ولبقية المراحل التعليمية، ما احتواه المعرض من لوحات فن تشكيلي لهؤلاء الطالبات يعتبر خطوة مميزة وبداية جيدة لهن في عالم الفن التشكيلي، ويثبت أن لديهن موهبة الرسم والابتكار والإبداع». وأبدت الأميرة أضواء أن معهد المهارات والفنون مستعد لتبني أي موهبة تشكيلية من أي طالبة، لتطوير مهاراتها وتنميتها وصقلها وإبرازها على أعلى مستوى. أنامل صغيرة إلى ذلك، أكدت سميرة الشعيبي أن اللوحات المشاركة سطرت الطالبات من خلالها أجمل ما أبدعته ريشاتهن بأناملهن الصغيرة، موضحة أن المتابعة من قبل القائمات على المعرض في مكتب التربية والتعليم والمتمثل في كل من مديرة مكتب التربية والتعليم أميمة الرواف، وصاحبة الفكرة والمنفذة للمشروع المشرفة التربوية نورة المشخص، واللاتي بذلن جهدا واضحا ومثمرا وصبورا في إظهار تلك المواهب المستقبلية من جميع المراحل التعليمية؛ من تعليم عام وخاص، وتعليم الكبيرات وذوي الاحتياجات والظروف الخاصة، موجهة شكرها لهن لإعطائهن الفرصة المشاركة دون تمييز أو توضيح لأي فئة ينتمين لهن، إشارة منهن إلى أن الجميع متساويات في التنافس والإبداع، مضيفة بقولها إن القائمات على المعرض تركن للطالبات حرية تسعير لوحاتهن، وهو دليل على إعطائهن حرية تقييم أنفسهن. «عكاظ» التقت أيضا بعض المتنافسات في المعرض واللواتي دخلن في منافسة لإظهار مواهبهن في مجال الرسم، فطالبات الثانوية ال18؛ لمياء الموينع المشاركة بلوحة «حياة الزهور»، وهيلة الهديب بلوحة «الأنوثة»، وشادن العبيد بلوحة «للرقة عنوان»، أبدين سعادتهن بالمشاركة، مشيرات إلى أن المعرض فرصة لإظهار إبداعاتهن واكتساب المزيد من الخبرة. أما الطالبة صالحة الزهراني، فأوضحت أن لوحتها «الأرجوحة» تعبر عن التأرجح في عالم الجماليات التي كسرت من خلالها أي حاجز، وأن توصلنا إلى عالم الخيال والإبداع. إرادة قوية وحيث إن الإعاقة لا تشكل حاجزا أمام عون الله ثم قوة الإرادة، فقد شارك عدد من طالبات معهد الأمل للصم بلوحات أجبرت الزائرين للمعرض على الوقوف أمام كل لوحة لما احتوته من جماليات وموضوعات ورسائل بثتها كل طالبة، مؤكدات أن الإرادة تتحدى الإعاقة، فشاركت طالبات معهد الأمل للصم؛ الطالبة رحاب القحطاني بلوحة «الناطقة بهدوء» التي نالت استحسان الزوار، والطالبة خلود العتيبي بلوحة «الناطقة» التي نطقت بكل جماليات وإبداعات، والطالبة رهف العايد (من سورية، بها عوق صم وبكم وفكر) بلوحتها في لفظ الجلالة «الله» التي فجرت من خلال اللوحة ما بداخلها كفتاة هادئة وحالمة من لمسات فأبدعت في كتابتها، أما الطالبة أفنان البارقي (عوق صم وبكر وفكر)، فقد انعكس هدوؤها فأخرجت زلزالا إبداعيا في لوحتها «هادئة»، بينما لم تقل تألقا زملتها في المعهد أروى الزير التي طافت بلوحتها «الرقيقة الحالمة» أن تطوف بزائري المعرض إلى عالم الأحلام الرقيقة، وجعلت لوحات أماني الدوسري من تعليم الكبيرات، والتي شاركت بسبع لوحات، الزوار يحتارون في أي لوحة سيتم شراؤها، وفهدة عبدالسلام (عروس المعرض) التي ستحتفل بزفافها بعد شهرين، فقد كانت مشاركتها مميزة بأكثر من لوحة تحمل طابع الفرح، لكن اللوحة التي لفتت الأنظار هي الحمار الوحشي الذي قامت بتغيير لونه المعتاد من الأسود والأبيض إلى الوردي الغامق والأسود، وهي تريد من خلاله إيصال فكرة أن الإنسان يستطيع إيصال فكرته بأي طريقة كانت، وأرادت تغيير لون الحمار الوحشي محاولة منها بالخروج عن المألوف، أما أمل عبدالله (الثانوية الخامسة)، فبالرغم من أن اسمها يحمل طابع الأمل والتفاؤل، لكني فوجئت بقولها عن لوحتها «ذكريات»: لوحتي عبارة عن مزيج من الذكريات الحزينة والسعيدة، وإن كان يغلب عليها الطابع الحزين؛ لذا أسميتها بهذا الاسم لوضعية الشخص الجالس بداخلها.