اختتم مهرجان «اورينتالس» نشاطاته الفنية والثقافية على رصيف المرفأ القديم في مونتريال، مستضيفاً عشرات الفرق الفنية الوافدة من المغرب العربي والشرق الأوسط، وصولاً إلى الصين. وقدّم على مدى أربعة أيام أكثر من 60 عرضاً مجانياً وفي الهواء الطلق بين رقص وموسيقى وغناء وفولكلور، جمعت فنون الشرق والغرب. وبات «اورينتاليس» أيقونة فنية وتقليداً يتكرر سنة بعد أخرى، وحاجة اغترابية ترفيهية وجزءاً مهماً من مهرجانات مونتريال الصيفية، ويتقاطر إليه يومياً مئات الزائرين من الكنديين والعرب والمجموعات الاتنو- ثقافية. وتؤكد المديرة الفنية للمهرجان غنوى نخلة أن «اورينتاليس هو من تصميم وإنتاج شركة الشيمي، ومولود من رحم مهرجان العالم العربي». ولفتت إلى أنه قدم هذه السنة نموذجاً لمدينة شرقية تراثية انتصبت في ساحتها عشرات الخيم البيض، وأقيمت في داخلها ورش وحرف يدوية ومطرزات وطرابيش وخزفيات وفخاريات وأنماط من الخطوط العربية والبرامج الترفيهية للصغار والكبار ومسرحيات وصور متحركة ومعارض أزياء شعبية ورسوم بالوشم والحنة وأجنحة المأكولات والحلويات الشرقية، فضلاً عن دبكات ورقصات فولكلورية تجري داخل الخيم وخارجها ويشارك فيها العديد من الزائرين. أما العروض الموسيقية، فكانت عابرة حدود الدول والفنون والثقافات، وتعاقبت على تقديمها فرق متعددة بينها كندية مغربية قدمت بقيادة توبي طيبي معزوفات تجمع الجاز والهيب هوب والبوب. كما قدم الشاب فيصل الكندي الجزائري الأصل، الذي يشارك للمرة الأولى في «أورينتاليس»، نوعاً من الموسيقى تميزت بأنغامها المرحة. وصنف في نهاية المهرجان كأفضل مغني راب وأطلق عليه لقب «صوت الجزائر في مونتريال». وفي السياق الجزائري، قدمت فرقة « لاباس» بقيادة نجيم بويز وخمسة عازفين، مزيجاً رائعاً تكاملت فيه الكلمات والأغاني والموسيقى والألحان العربية والفرنكوفونية والإسبانية، بما فيها الفلامنكو والتأثيرات الكوبية والإيقاعات الأفريقية. وتؤكد «لاباس» حضورها في المهرجانات العالمية كداعية للحب والسلام وتعايش الشعوب. أما فرقة «بربانيا» المؤلفة من ستة أعضاء وهي جزائرية أيضاً، فتستوحي فنونها من تاريخ القبائل عبر القرون، وتنشد من خلال الرقص والغناء للعنفوان والحرية وتتميز إيقاعاتها البربرية بنكهات عاطفية إنسانية تجمع بين التقليد والتجديد. وفي حديث إلى «الحياة»، قال الفنان المغربي فتح الله شرقاوي قائد فرقة «ماروكولير» وأكثر المتألقين حضوراً وسيد الغناوى في المهرجان، «إن الغناوى تتحدر من موسيقى واغنا - Wagna» ذات الطابع التراثي، وقد مزجنا موسيقى الريغي والبوب مع لمسة من الموسيقى الالكترونية».