تشهد ساحة المرفأ القديم في مونتريال، أضخم احتفالية شتوية للموسيقى الإلكترونية، ويتولى إدارتها والإشراف عليها مهرجان «igloofest» الأول من نوعه في الشمال الأميركي، والذي لا يزال يتكرر ويتطور للعام الثامن على التوالي كتقليد راسخ في ذاكرة الكنديين. ويستأنف المهرجان نشاطاته في الأيام الثلاثة من نهاية كل أسبوع طوال الفترة التي بدأت في 16 الجاري وتستمر إلى 8 شباط (فبراير) المقبل، من الساعة السادسة مساء حتى ساعة متقدّمة من الليل. ويقتصر الحضور على البالغين من الجنسين. أما محيط المهرجان فيُضاء بأنوار دائرية ساطعة، وتنقل العروض الموسيقية الراقصة على شاشات عملاقة في الهواء الطلق وفي ذروة الصقيع حين تتدنى الحرارة في بعض الليالي إلى نحو 30 درجة تحت الصفر. ويزور المهرجان سنوياً من داخل كندا وخارجها نحو 200 ألف شخص من هواة السياحة الشتوية والفنية. وفّرت شركة «فيديو ترون» (Videotron) كبرى المؤسسات الكندية المتخصصة في تقنيات الوسائط المتعددة (Multimedia) التجهيزات التقنية والموسيقية للمهرجان، بما فيها الوسائل السمعية والبصرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ووضعت كل الإمكانات، في خدمة 70 محترفاً عالمياً من مشاهير الموسيقى الإلكترونية والدي دجي والهيب هوب والجاز والبوب والفانك، اضافة إلى مزيح من ألوان وإيقاعات أفرو - غربية، ومقطوعات موسيقية مبرمجة إلكترونياً تنطلق من أجهزة كومبيوتر وتتردد أصداؤها من خلال مكبرات للصوت تغطي أرجاء المهرجان، كما يشرح منظم المهرجان ميشال كنتال. أما أعضاء الفرق الفنية فيتمركزون مناوبة في غرفة مشيدة من ألواح جليدية شفافة، يشرفون من خلالها على إدارة العمليات الموسيقية وضبط إيقاعاتها. ويطل الفنانون من الغرفة على ساحة المهرجان المكتظة بالجماهير، ويتفننون في استنفار مشاعرها تارة ويحاكون حركاتها وتلويح أيديها وتمايل رؤوسها تارة اخرى الى ان يبلغ الجميع اقصى درجات التفاعل والانسجام. وفي غمرة هذه الأجواء الاحتفالية الصاخبة يتحوّل المكان على اتساعه الى ساحة رقص جماعي، ويشتد الضجيج وتتعالى صيحات الفرح والصخب فتمزق هدأة الليل، وينتهي المشهد الكرنفالي بحالة تلامس الهستيريا الجماعية. ويرى كنتال أن هذه الأجواء الاحتفالية التي «تبدو غير مألوفة أحياناً تمثل لدى جماهير المهرجان ضرباً من التحدي لمواجهة ليالي الصقيع الكندي وتحويلها إلى سهرات دافئة». وتعزيزاً لهذه النشاطات الفنية الشتوية أقيمت إلى جوار المهرجان قرية من الجليد تستوعب نحو ألف شخص، وتوفر لرواد المهرجان من الكنديين والسياح الأجانب الخدمات من مطاعم ومقاهٍ وفنادق وأماكن للترفيه كالتزلج والتزحلق وبناء الهياكل الجليدية وغيرها من النشاطات الشتوية.