لم يكن الباحث في ديوان المظالم الشاب عبدالجليل المطوع ذو ال26 عاماً يعلم التباين الكبير في ردود الفعل حول مقطع فيديو انتشر له عبر برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» وظهر من خلاله يرفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مكان عام بمدينة «زيلامسي» النمساوية في أوروبا، والتي تعج بالسياح العرب والخليجيين والسعوديين بشكل خاص في موسم الصيف. وقال عبدالجليل ل «الحياة» إنه كان موجوداً في النمسا مع الأصدقاء للسياحة فقط ولم يكن يخطط لهذه الخطوة، ولكن المصادفة وإصرار الزملاء الذين جاءوا معه من السعودية ويعلمون مدى خشوع صوته جعله يستجيب لطلب أحدهم برفع صوت الأذان هناك. وذكر المطوع أنه شغوف بالأذان ويسعى إلى إتقان جميع أنواعه.. المصري والمكي والحجازي وغيره، وهو مؤذن جامع الأميرة لطيفة بنت سلطان بالرياض، وقد أولع بالأذان منذ طفولته، إذ بدأ برفع الأذان في عمر ال19 خلفاً لوالده المؤذن وشقيقه الأكبر كذلك. وقال إنه بعدها بأيام عدة رفع الأذان أيضاً في أحد مساجد ستراسبورغ الفرنسية وطُلب منه العودة ولكنه اعتذر لظروف سفره، ويكشف عبدالجليل تفاصيل الأذان في ساحة زيلامسي في النمسا، أنهم كانت طريقتهم لبقة في الاستئذان، ولم يفرض على صاحب المكان في الساحة القبول، إذ كان أحد العازفين الذين كانوا يعزفون على قارعة أحد الشوارع التي يقصدها السياح ويجتمع فيها جميع الأعمار، في تلك المدينة وبعد الاتفاق أعطوه مبلغ 50 يورو مقابل أن لا يغني في المكان نفسه الذي رفع فيه صوت الأذان. ويقول عبدالجليل: «كان هناك أحد المسيحيين الذي اعترض بشدة بعد أن طلب منهم العازف الاستماع والالتزام بالهدوء وشرح لهم ما سأقوله بعد إخبارهم بأننا مسلمون». وقد برز هذا الفيديو الذي انتشر تحت عدة «هاشتاقات» تباين ردود الأفعال حوله بين مؤيد ورافض لهذا التصرف، خصوصاً وانها إحدى الدول الأوروبية التي لا يرفع فيها صوت الأذان، واعتبره البعض مصادرة للحريات وفرض الدين على الناس وبينما رأى البعض الآخر أنها مبادرة جميلة من شاب سعودي، ولكن الإجماع الذي اتفقت عليه الغالبية كان على جمال وحسن صوت الشاب الذي قال إن الأذان المرفوع كان «الأذان الحجازي».