توعد الجيش المصري أمس ب «الضرب بقسوة»، حيال أي محاولات لإفساد احتفالات مصر بإفتتاح قناة السويس الجديدة بعد غد (الخميس)، فيما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اعتزام حكومته تنفيذ مشاريع تنموية على الممر الملاحي للقناة، تتضمن مناطق اقتصادية خصوصاً في شرق بورسعيد وغرب خليج السويس. وتفقد رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، أمس، محيط المجرى الملاحي لقناة السويس، حيث استمع إلى عرض للمهمات والواجبات التي كلفت بها تشكيلات التأمين، مطالباً قوات الجيش ب «الحفاظ على أعلى مستويات اليقظة والاستعداد القتالي للوفاء بالمهمات المقدسة من أجل حماية إرادة الوطن وصون مستقبل أبنائه»، مؤكداً أن قوات الجيش «على قلب رجل واحد في تحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية كل شبر من أرض مصر، وأن الحفاظ على أمن وسلامة قناة السويس هو مهمة مقدسة لا تهاون فيها». وكانت المؤسسة العسكرية المصرية نشرت أشرطة فيديو تحمل شعار «هنقدر نحميها»، لعملية انتشار قوات الجيش على الممر الملاحي للقناة، لتأمين الافتتاح الذي سيشهد حضوراً دولياً بارزاً في مقدمهم الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتن، بالإضافة إلى الزعماء العرب. ولوحظ أن أشرطة الجيش تضمنت تحذيرات من قادته حيال من سموهم «كل من تسول له نفسه محاولة إفساد الاحتفالات». وجاءت أعنف الرسائل من قائد قوات الصاعقة الذي تعهد «تأمين قناة السويس بكل ما نملك من قوة وإمكانات وعدم السماح لأحد بأن يضيع جهدنا وحلمنا»، ووجه حديثه إلى قواته قائلاً: «قواعد الاشتباك معروفة للجميع نفذوها بكل حسم، اضربوا بكل قوة وبكل قسوة وبلا رحمة لكل من تسول له نفسه إفساد فرحة المصريين». أما قائد قوات المظلات فاعتبر أن احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة «ليس مجرد احتفال عادي، لكنه احتفال لحدث تاريخي» مهدداً «كل متهور بالقتل». وتعيش مدينة الإسماعيلية (إحدى مدن القناة)، حالة من الاستنفار العام، لإنهاء ترتيبات افتتاح «قناة السويس الجديدة» الخميس المقبل. وسينقسم الاحتفال إلى جزءين، حيث يبدأ بإبحار الرئيس السيسي وزعماء الدول المشاركين في الافتتاح، عبر «يخت المحروسة»، في القناة الجديدة، وصولاً إلى منصة الاحتفال، عند الساعة الثانية ظهراً، فيما تم إعداد ثلاث منصات، خصصت الأولى للزعماء وكبار قادة الدول المشاركين، أما الثانية فلكبار الضيوف والسفراء العاملين في القاهرة، فيما خصصت الثالثة للصحافيين ورجال الإعلام. وتم تجهيز ثلاثين خيمة على شاطئ القناة الجديدة، وخيمة سيسكنها ممثلون عن المحافظات المصرية كتمثيل شعبي، حيث سيمر السيسي خلال رحلته على تلك الخيام. كما أقيمت جداريات للترحيب بالضيوف وكتب على إحداها أسماء عمال قضوا خلال عملية حفر القناة الجديدة، وأقيم تمثال للعامل المصري وآخر للجندي. وسيبدأ الاحتفال عقب وصول السيسي بكلمة لرئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، يعرض فيها خطوات تنفيذ القناة الجديدة، وبإيجاز عن المشاريع الاقتصادية التي تعتزم الحكومة تنفيذها على الممر الملاحي للقناة، بعدها يلقي الرئيس المصري كلمته معلناً افتتاح «قناة السويس الجديدة»، ليغادر بعد ذلك الضيوف منصة الاحتفال إلى أحد فنادق الإسماعيلية، حيث يقيم السيسي مأدبة غداء تكريماً لضيوفه قبل أن ينطلق الجزء الثاني للاحتفال ويشمل عروضاً غنائية وعرضاً مصرياً لأوبرا عايدة. وكان السيسي عقد اجتماعاً أول من أمس في القاهرة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري هنأ فيه الأخير السيسي بافتتاح القناة الجديدة، و «إنجاز المشروع خلال عام واحد فقط»، وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر ومساعدتها على المضيّ قدماً في تحقيق التنمية الاقتصادية، ما رد عليه السيسي بالتأكيد على اعتزام حكومته التيسير على المستثمرين وتدشين مشاريع وطنية كبرى، من بينها تنمية في منطقة قناة السويس الذي ستشرف على تنفيذه هيئة قناة السويس، وسيتضمن إقامة مناطق اقتصادية خاصة في شرق بورسعيد وغرب خليج السويس. وكانت رئاسة الجمهورية المصرية أصدرت بياناً مساء أول من أمس بعد اجتماع السيسي وكيري، ذكرت فيه ان وزير الخارجية الأميركي سلَّم الرئيس المصري رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد خلالها أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد مصالحهما، معرباً عن أمله بأن يضع الحوار الاستراتيجي بين البلدين إطاراً لتعميق التعاون بينهما في المجالات كافة، وأن يساهم في تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها مصر وفي إثراء العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، فضلاً عن مساهمة الولاياتالمتحدة في تحقيق نجاح واستقرار مصر والمنطقة، معرباً عن استعداد الشركات الأميركية للمشاركة في دفع عملية التنمية التي تشهدها مصر. يذكر ان جولة الحوار الاستراتيجي بين البلدين التي عقدت أول من أمس في القاهرة برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأميركي أثمرت اتفاقاً على تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتعاون العسكري بين البلدين. وأعرب الرئيس المصري عن تقديره لرسالة أوباما، منوهاً بأهمية العمل المشترك بين البلدين من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما يساهم في تحقيق التقدم والرخاء لشعوبها. ونقل بيان الرئاسة المصرية عن كيري تأييد بلاده للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب سواء على الصعيد الداخلي في سيناء أو على الصعيد الإقليمي، مشيراً إلى استعداد بلاده للتعاون مع مصر في هذا الصدد وتقديم الدعم اللازم لها لتتمكن من مواجهة الإرهاب ودحره والقضاء عليه، وهو ما كان محل ترحيب السيسي، الذي حذر من مغبة تدهور الأوضاع الأمنية في بعض دول المنطقة وإمكانية امتداد خطر الإرهاب إلى خارجها. وأكد السيسي اعتزام الحكومة إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي، ليضطلع مجلس النواب الجديد بمهماته في الرقابة والتشريع، مستعرضاً التقدم الذي تم إحرازه في مجال ترسيخ الديموقراطية، إذ لم تحل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر دون اتخاذ المزيد من الخطوات في مجال الحريات والعدالة الاجتماعية. وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي من جانبها أمس، تشكيل غرفة عمليات بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات لتلقي طلبات منظمات المجتمع المدني المصرية الراغبة في متابعة انتخابات مجلس النواب. وكانت اللجنة قررت الخميس الماضي فتح باب التقدم بطلبات متابعة الانتخابات البرلمانية المقبلة والتغطية الإعلامية لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.