نزل النفط إلى أقل مستوى في ستة أشهر بفعل أدلّة جديدة على نمو فائض المعروض وبيانات تؤكد تباطؤ الطلب في الصين في حين يتجه الخام إلى تسجيل أضعف أداء في الربع الثالث منذ 2008. ولا تلوح في الأفق أي دلائل على أن السعودية وغيرها من كبار الأعضاء في المنظمة سيتخلّون عن تركيزهم على الدفاع عن حصصهم في السوق وليس الأسعار التي نزلت تسعة في المئة منذ مطلع السنة. وأدى غياب خطة ل «أوبك» إلى إفساح المجال أمام زيادة إنتاج إيران إلى تأجيج المخاوف في شأن الإمدادات. وقال محلل السوق لدى «سي أم سي ماركتس» في سيدني، ريك سبونر: «يبدو أن الاهتمام في السوق سينصب مرة أخرى على وضع الإمدادات (...) أحد المشاكل احتمال عودة إيران إلى السوق ولا يوجد مؤشر واضح على أن أوبك ستفسح لها المجال». ونزل «برنت» 1.17 دولار إلى 51.04 دولار للبرميل بعد أن سجّل مستوى متدنياً عند 50.85 دولار في وقت سابق، وهو السعر الأقل منذ 30 كانون الثاني (يناير). وهبط السعر نحو 20 في المئة منذ بداية الربع الثالث، ما يجعله أكبر انخفاض في الأشهر الثلاثة من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) منذ 2008. وفقد الخام الأميركي 75 سنتاً ليسجل 46.37 دولار، بعد أن بلغ أقل مستوى في أربعة أشهر عند 46.35 دولار. إلى ذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق أمس عزمها تخصيص جزءٍ من إيرادات مبيعات النفط المباشرة إلى الشركات الأجنبية المنتجة بدءاً من أيلول (سبتمبر) المقبل. وأصدرت وزارة الموارد الطبيعية في الإقليم بياناً أشارت فيه إلى أنها ما زالت عازمة على تطوير اتفاق موازنة العام الحالي مع بغداد، وأنها ستواصل تسهيل تصدير النفط من الحقول التي تديرها الدولة في كركوك عبر شبكة خطوط الأنابيب إلى تركيا. وزاد الإقليم مبيعاته المستقلة من النفط منذ منتصف حزيران (يونيو) بينما خفض المخصصات ل «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) في تصعيد للنزاع المتعلق بحقوق التصدير ومدفوعات الموازنة. إلى ذلك، رفعت سلطنة عمان إنتاجها النفطي إلى مستوى قياسي في حزيران (يونيو) لتضيف مزيداً إلى السوق العالمية التي تعاني أصلاً من تخمة في المعروض أثّرت في أسعار النفط، وذلك في محاولة من السلطنة لتعويض انخفاض عائداتها النفطيّة. وبلغ إنتاج حزيران (يونيو) 992.7 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات، وهو أعلى مستوى على الإطلاق وفق بيانات رسمية منذ 2002. وأنتجت عُمان 975 ألف برميل يومياً في المتوسط في أيار (مايو). وتواجه السلطنة ضغوطاً لضخ مزيدٍ من النفط لتعويض هبوط الأسعار. وتأمل في زيادة إنتاجها من الخام خمسة في المئة إلى مليون برميل يومياً العام الحالي. إلى ذلك، قال وزير الطاقة التركي، تانر يلدز، إن تدفقات الخام عبر خط الأنابيب العراقي الذي ينقل النفط من كردستان وخام كركوك إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط، استؤنفت جزئياً بعد هجوم شنّه متشددون الأسبوع الماضي. وأضاف: «لا توجد تدفقات في أحد أنبوبي خط الأنابيب بين العراقوتركيا ويجري الإصلاح (...) يتدفق الخام في الأنبوب الاحتياط» مضيفاً أن معدلات الضخ تراجعت بسبب الهجمات. كذلك، أفادت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا) أن إيران استأنفت تصدير الغاز إلى تركيا بعد وقفه الأسبوع الماضي. ونقلت عن مدير التوزيع في «شركة الغاز الوطنية الإيرانية»، أن خطوط الأنابيب أُصلحت واستؤنف تدفق الغاز. وتعرض خط الأنابيب إلى هجوم في إقليم أغري في شرق تركيا في 28 تموز (يوليو) ما أدى إلى وقف تدفق الغاز.