في الوقت الذي تتسابق فيه الجامعات الأجنبية المشاركة في المعرض الدولي للتعليم العالي المقام في مدينة الرياض لتقديم العروض والمزايا لزوار المعرض، تميزت الجامعات العربية والسعودية على وجه الخصوص عن غيرها بتقديم عدد من مخرجاتها البحثية، التي أخذ بعضها حيزه على أرض الواقع بترجمتها إلى مخترعات وأجهزة من شأنها أن تخدم فئات عدة. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قدمت «كرسي الإعاقة الذكي» الذي يخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة شديدي الإعاقة أو المصابين بالشلل الرباعي، إذ يمكن للمعوّق أن يتحكم بحركة الكرسي من خلال إيماءات الرأس. ويقول عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات المشرف على الاختراع الدكتور خالد الشلفان: «الجهاز كان عبارة عن كرسي إعاقة كهربائي تم تحويله إلى كرسي حاسوبي باستخدام بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستخدمنا فيه أنماطاً عدة تتواءم مع مختلف أنواع الإعاقات الحركية، وإذا كانت لدى المعوق القدرة على النطق، فبإمكان الكرسي ترجمة ذلك لأوامر والتوجّه للموقع المطلوب وفق خريطة إلكترونية موضوعة مسبقاً بالجهاز... وفي حال لم يستطع المعوق النطق فيسير الجهاز وفق حركة الوجه». ويضيف: «العمل على تطوير الكرسي لا يزال قائماً بإشراف الباحث الرئيسي الدكتور محمد العربي وبمشاركة مجموعة من طلاب الكلية، وهذا أحد فوائد المشروع، إذ أسهم الطلاب في تطوير الكرسي وفق برنامج مشروع التخرج الخاص بهم». وعلى الجانب الآخر من المعرض قدمت جامعة جازان (ربوت) يمكنه العمل في أماكن الخطر، وتنفيذ مهام يستعصي على الإنسان أحياناً القيام بها كعمليات الإنقاذ المتعددة باستخدام ذراع يتحكم بها عن بعد. ويؤكد عميد كلية العلوم في الجامعة الدكتور عبدالله الحسين، أن الاختراع كان للطلاب النصيب الأكبر في تجهيزه وتطويره. ويقول: «وفّرنا المواد الخام للطلاب وتركنا لهم حرية التفكير لتطوير الجهاز والعمل على إثرائه من الناحيتين النظرية والتطبيقية منذ الرسومات الأولية وحتى إنجاز الاختراع على أرض الواقع، والعمل لا يزال جارياً لتطوير الربوت وزيادة تطبيقاته». وأضاف: «يمكن للجهاز العمل في أماكن الحرائق أو الأماكن المزدحمة، والتي قد لا يستطيع الإنسان العادي في ذلك الوقت تأدية الوظيفة المطلوبة منه فيها، وهنا يمكن للربوت العمل على تأدية بعض المهام». الطالبة حنين القحطاني، من جامعة الأمير محمد بن نايف، عرضت اختراعاً يمكن من خلاله حل مشكلة الاختناقات المرورية في مواقف السيارات. وتقول عن ابتكارها: «يمكن من خلال وضع جهاز حساس عند مدخل أي مواقف للسيارات تحديد الطاقة الاستيعابية المتبقية للسيارات... وفي حال اكتظاظ المواقف بالسيارات فإنه من خلال هذا الجهاز يتم غلق بوابة المواقف تلقائياً وفتحها مرة أخرى في حال خرجت إحدى السيارات».