تجددت أمس المواجهات بين المقاتلين الأكراد وكتائب في «الجيش الحر» من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى في بلدة صرين، خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين محافظتي حلب والرقة في شمال البلاد، مع اتهامات للمقاتلين الأكراد بارتكاب انتهاكات ضد أهالي البلدة، بالتزامن مع معارك بين «داعش» وفصائل معارضة في ريف حلب. وشنت مقاتلات التحالف الدولي- العربي غارات على مواقع للتنظيم في الرقة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن نشطاء وأهالي اتهموا «وحدات حماية الشعب» الكردي وفصائل معارضة ب «ارتكاب انتهاكات في بلدة صرين التي سيطروا عليها بدعم من مقاتلات التحالف الدولي- العربي في 27 من الشهر الجاري، عقب اشتباكات استمرت لأكثر من عشرين يوماً قتل فيها العشرات من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بالإضافة لاستشهاد نحو 20 مقاتلاً من وحدات الحماية». وقالوا إن «الوحدات الكردية والفصائل اعتقلتا نحو 150 شاباً ورجلاً من بلدة صرين، بتهمة أنهم من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» أو متعاونون مع التنظيم، واقتادوهما إلى مناطق سيطرتها بريف حلب الشمالي الشرقي، كما اتهموهما بوضع عوائلهم تحت «الإقامة الجبرية»، معظمهم نساء وأطفال في منزل حسين محمد الشيخ في بلدة صرين». وأشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة في محيط مدرسة في جنوب شرقي بلدة صرين بريف حلب الشمالي الشرقي، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب من طرف، ومجموعة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، لا يعلم ما إذا كانوا متوارين داخل البلدة أم أنهم تسللوا إليها، حيث تمكن عناصر التنظيم من السيطرة على المدرسة داخل البلدة». وكان الأكراد و «الجيش الحر» طردوا «داعش» من صرين التي تشكل خط إمداد ل «داعش» بين الرقة وحلب وجبهة قتال بين فصائل معارضة والتنظيم شمال سورية وقرب حدود تركيا. ودارت بعد منتصف ليل أول من أمس مواجهات «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط قرية البل بالقرب من بلدة صوران أعزاز بريف حلب الشمالي»، وفق «المرصد»، الذي أشار أيضاً إلى «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من منطقة تل عرن التي يقطنها مواطنون كرد بريف حلب الشرقي، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات وقصف للتنظيم على منطقة تل عرن. كما نفذ الطيران الحربي بعد منتصف ليل أمس غارتين على مناطق بمحيط مطار كويرس العسكري الذي يحاصره تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشرقي». في وسط البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في قرية السعن الأسود بريف حمص الشمالي في وقت «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية «من جهة أخرى، في محيط حقل جزل بريف حمص الشرقي، إثر هجوم من الأخير على المنطقة في محاولة للسيطرة على المناطق النفطية بالريف الشرقي لحمص، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». في الشرق، تواصلت امس «الاشتباكات العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في أطراف الضواحي الجنوبية لمدينة الحسكة، بالتزامن مع اشتباكات بين وحدات الحماية وعناصر التنظيم، في الريف الجنوبي لبلدة تل براك بريف الحسكة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، ذلك بعد سيطرة المقاتلين الأكراد على معظم أحياء المدينة. وفي دير الزور المجاورة، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 10 بينهم طفل وطفلة، عدد الشهداء الذين قضوا منذ يوم (أول من) أمس جراء قصف الطيران الحربي على أماكن في منطقة دوار الحلبية وقرية الصالحية بأطراف مدينة دير الزور، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن جثث متفحمة ومفقودين»، لافتاً إلى أن «داعش» أعدم ثلاثة أشخاص: في مدينة البوكمال بالريف الشرقي لدير الزور، حيث أعدم مواطنة بتهمة «السحر» وقام بفصل رأسها عن جسدها بضربة سيف، فيما أعدم شابين آخر في المدينة ذاتها بتهمة «سب الذات الإلهية»، وسط تجمهر عشرات المواطنين، من ضمنهم أطفال». وكان «المرصد» أشار إلى أن «داعش» أعدم «1809 مواطناً مدنياً بينهم 76 طفلاً و93 مواطنة، رمياً بالرصاص أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظاتدمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، حيث أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الإسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار». ونفذت مقاتلات التحالف الدولي- العربي صباح أمس ضربة على الأقل استهدفت منطقة «الفرقة 17» في محيط مدينة الرقة، فيما كانت مناطق في شمال مدينة الرقة شهدت ضربات استهدفت منطقة الفرقة 17، التي تشهد منذ أسابيع عمليات تحصين يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية».