عشية وصول وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى طهران اليوم، اعتبرت إيران أن تطبيق الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست سيجعلها «أكثر قوة»، مشيرة إلى أنها لن تنشر «خريطة طريق» توصلت إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن إلغاء العقوبات المفروضة على بلاده «يشمل المجالات الاقتصادية والمالية»، لافتاً إلى أن العقوبات على القطاعات الأخرى «ستُلغى في فواصل زمنية معقولة، كما أمر بذلك قائد الثورة» علي خامنئي. وأضاف: «إذا طُبِّق الاتفاق النووي، ستصبح إيران أكثر قوة». وتطرّق عراقجي إلى توقيع طهران والوكالة الذرية «خريطة طريق» يُفترض أن تتيح بحلول نهاية السنة، تسوية قضايا عالقة في شأن «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك مجمّع بارشين العسكري الذي تشتبه الوكالة في أن طهران نفّذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح ذري. وأشار إلى أن «الطريق المرسوم يأتي في مسار الاتفاقات السابقة، مع خريطة طريق جديدة وبعض الملاحق ذات الصلة، وهي وثائق بين إيران والوكالة، ولذلك لم تُنشر، كما لا تنشر أي دولة الوثائق التي توقّعها مع الوكالة». وذكر عراقجي انه في يوم تطبيق الاتفاق النووي «ستُشطب أسماء 800 مؤسسة ومواطن إيراني من لائحة العقوبات»، مستدركاً أن أسماء أفراد ستبقى مُدرجة على قائمة «العقوبات التسليحية والصاروخية». في السياق ذاته، اعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي أن «خريطة الطريق» التي وقّعها في فيينا مع المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو «ليست شيئاً سرياً». وأشار إلى أن مفاعل آراك سيبقى يعمل بماء ثقيل، لافتاً إلى أن إيران «تجري بحوثاً على أجهزة طرد مركزي متطورة». وتابع أن «15 ألف تقني» سيعملون في تشييد مفاعلين جديدين في محطة «بوشهر» النووية، مشيراً إلى أن بلاده «ستوظِّف جميع الخريجين من الجامعات خلال السنين العشر المقبلة»، لإنجاز مفاعلين آخرين في سواحل «مكران» الواقعة على بحر عُمان جنوب شرقي إيران. إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «الغرب يتوهّم انه حقّق نجاحاً في المفاوضات النووية»، مكرراً أن بلاده لا تسعى إلى صنع سلاح ذري. واستدرك أن «صنع سلاح نووي هو أمر ممكن، بالنسبة إلى بلد أنتج الكعكة الصفراء وغاز سداسي فلورايد اليورانيوم وخصّب اليورانيوم بنسبة 4 في المئة». وكان رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني حذر من «عواقب تتعارض مع المصالح الوطنية»، إذا لم يُخضَع الاتفاق النووي ل «تقويم حقيقي». وأشاد بالوفد الإيراني المفاوض، مستدركاً: «يجب الامتناع عن الابتهاج في هذا الأمر، لأن قيوداً ثقيلة اتُفِق عليها في شأن عدد أجهزة الطرد المركزي وأنواعها والبحوث والتطوير» للبرنامج النووي الإيراني. في أديس أبابا، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن معظم العلماء النوويين والخبراء في سياسات منع انتشار الأسلحة الذرية، دعموا الاتفاق مع إيران. وتابع: «هناك سبب لاعتقاد 99 في المئة من العالم بأن الاتفاق جيد، لأنه جيد بالفعل. الخبر الطيب هو أنني لم أسمع حتى الآن رأياً يستند إلى الحقائق من الطرف الآخر، يصمد أمام التدقيق». وسخر من تصريحات أدلى بها مايك هاكابي الذي يسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، معتبراً أنها «سخيفة» و «محزنة». وكان الحاكم السابق لولاية أركنسو رأى أن السياسة الخارجية لأوباما هي «الأكثر انعداماً للمسؤولية في تاريخ أميركا»، وزاد: «إنها ساذجة لدرجة أنها تذهب إلى حد الوثوق بالإيرانيين. بفعله هذا الأمر، يسوق الإسرائيليين إلى أبواب أفران (الغاز)»، في إشارة إلى «المحرقة» النازية لليهود (هولوكوست).