أعلنت إيران أمس، رفضها خفض قوة مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل وسينتج بلوتونيوم بعد اكتمال بنائه، وحذرت الغرب من تكرار تجربة عام 2005 و«تفويت فرصة» إبرام اتفاق يطوي ملفها النووي. وكانت إيران والدول الست المعنية بالملف، فشلت خلال جولة محادثات في فيينا الأسبوع الماضي، في البدء بصوغ اتفاق نهائي، استناداً إلى اتفاق أبرمه الجانبان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يفترض التوصل إلى تسوية شاملة بحلول 20 تموز (يوليو) المقبل. وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على موقع «تويتر»: «عدنا من فيينا بعد مفاوضات صعبة. الاتفاق ممكن، ولكن يجب تبديد أوهام. يجب تجنّب تفويت الفرصة مجدداً، كما حدث عام 2005». ويشير ظريف إلى اقتراح طرحته طهران عام 2005 لتحويل كل اليورانيوم المخصب إلى قضبان وقود، ما يجعل مستحيلاً استخدامه لصنع سلاح نووي. لكن الاقتراح رُفض، إذ إن الولاياتالمتحدة لم تكن مستعدة لقبول أي مستوى لتخصيب اليورانيوم في إيران. وأعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستعقد جولة محادثات جديدة، في فيينا بين 16 و20 حزيران (يونيو) المقبل. وأضاف: «كانت مفاوضات فيينا مكثفة جداً، والنتيجة أننا ما زلنا غير مستعدين» لصوغ اتفاق نهائي. واعتبر الأمر «طبيعياً في محادثات بهذا الحجم والتعقيد»، وتابع: «ممكن تبديد هواجس الطرف الآخر في شأن مفاعل آراك، عبر تدابير تقنية، ولكن طابع المفاعل سيبقى كما هو ولن تُخفّض قدرته». واعتبر «سخيفاً» الحديث عن «تقليص قدرة المفاعل من 40 إلى 10 ميغاواط»، مستدركاً: «ممكن أن نقبل بقيود ومراقبة موقتة، لكننا لن نسمح بتطبيق قوانين على إيران، بصفتها استثناءً إلى الأبد». وطمأن عراقجي إلى أن المفاوضات ستستمر، ولو لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول تموز، مذكّراً بأن اتفاق جنيف ينص على إجراء محادثات لستة أشهر أخرى و«إذا لم نبرم اتفاقاً، فلن يُعتبر الأمر كارثة». وكرّر إصرار طهران على «خطوطها الحمر»، وهي «حق التخصيب وعدم إخراج أي مواد نووية من أراضيها، و(مفاعل) الماء الثقيل»، مضيفاً: «سنتوصل إلى اتفاق نهائي، بتحقّق هذه الخطوط الحمر». ونسب النائب خدائي سوري، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، إلى عراقجي قوله خلال جلسة للجنة أمس، إن المفاوضات «لم تفشل وستستمر»، مستدركاً: «لكن، كلما تقدّمنا إلى أمام تصبح المفاوضات أكثر صعوبة، وإذا لم نتوصل إلى اتفاق في تموز فسيصبح الأمر أكثر صعوبة». واعتبر رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري أن فشل المفاوضات كان من «حسن حظ» إيران، منتقداً «جوانب مدمرة» لاتفاق جنيف اعتبر أنها استهدفت «ليس فقط برنامجنا النووي، بل أيضاً أسس النظام». ورأى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني «وقع في فخ» نصبه الغربيون، مشيراً إلى أن الوفد المفاوض توجّه إلى فيينا حاملاً «ورقة تحدد الخطوط الحمر» لطهران. في غضون ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فريقاً من مفتشيها سيجري محادثات في طهران غداً. وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن وفد الوكالة سيلتقي مسؤولي البرنامج النووي الإيراني ل «تبديد قلق ونقاط ملتبسة» في شأن اتفاق من 7 نقاط أبرمه الجانبان في شباط (فبراير) الماضي، على طهران تنفيذ بنوده قبل 15 من الشهر الجاري. وتابع: «بلغنا مرحلة تجري فيها الوكالة تقويماً يتصل بالتدابير التي اتخذتها إيران للإعداد لمزيد من التعاون».