أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اليوم (الإثنين)، أن بلاده ستشارك «بفعالية» في الغارات الجوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بعدما سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة «انجرليك» الجوية في جنوب البلاد في الحرب ضد المتطرفين. وقال تشاوش خلال تواجده في لشبونة «توصلنا إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة وسنفتح قواعدنا (العسكرية). تركيا ستنضم بفعالية إلى الهجمات الجوية والمعركة ضد التنظيم المتطرف». وأضاف خلال مقابلة مع وكالة الأنباء البرتغالية أنه «نسعى إلى إقناع أعضاء التحالف الدولي بأهمية وضع استراتيجية محددة وشاملة لمحاربة واقتلاع داعش». واُتهمت تركيا بالتقصير في الحرب ضد «داعش» وتسهيل تحركات المقاتلين المتطرفين في الحرب ضد النظام السوري، الأمر الذي طالما نفته أنقرة. وأطلقت أنقرة الأسبوع الماضي حملة ضد التنظيم المتطرف بعد تفجير انتحاري دموي أسفر عن مقتل 32 شخصاً في سوروتش (جنوب) قرب الحدود مع سورية. ومنحت أنقرة الضوء الأخضر لواشنطن لاستخدام قاعدة «انجرليك» الجوية لشن غاراتها ضد «داعش» في إطار حملتها ضد المتطرفين في سورية والعراق. وأمرت الحكومة التركية كذلك باستهداف مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» في إطار ما أطلقت عليه جهود «مكافحة المجموعات الإرهابية». وأكد أوغلو أن «داعش ومجموعات إرهابية أخرى تشكل خطراً على أمن تركيا»، مشيراً إلى «نحن لم نقل يوماً إن مباحثات السلام انتهت، لكن حزب العمال الكردستاني لم يحترمها يوما». وباشر نظام الرئيس رجب طيب اردوغان في خريف 2012 محادثات سلام مع زعيم «حزب العمال» المسجون مدى الحياة عبد الله أوجلان من غير أن تُفضي إلى أي اتفاق. وقال اوغلو إن «المتمردين الأكراد اغتنموا الوضع في المنطقة مع بدء تركيا التصدي لداعش، وكثفوا هجماتهم وأنشطتهم الإرهابية في تركيا»، مضيفاً «لذلك علينا أيضاً أن نضرب أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق». من جهة أخرى، حمل تشاوش على «حزب الشعب الديموقراطي» (مؤيد للأكراد) الذي حقق نجاحاً غير مسبوق في الانتخابات التشريعية في 7 حزيران (يونيو) الماضي بفوزه ب 13 في المئة من الأصوات، واتهمه بأنه «تابع لحزب العمال الكردستاني». وقال إن «حزب الشعب الديموقراطي يمكن أن يكون وسيطاً مهماً، لكنه عوضاً عن ذلك يدعو المواطنين الأكراد إلى التسلح والتظاهر ومخالفة النظام العام». وفي ما يتعلق بسورية، أكد تشاوش ضرورة الوصول إلى حل سياسي، مشدداً على أن "النظام (السوري) هو سبب ظهور داعش ومنظمات إرهابية أخرى، فضلاً عن التطرف».