أعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اأوغلو ان العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في تركيا الجمعة ضد عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ستتواصل. وصرح داود اوغلو للصحافة ان "العمليات التي بدأت اليوم ليست آنية بل ستتواصل"، وذلك في اعقاب غارات شنها سلاح الجو التركي على مواقع للجهاديين في سوريا وحملة التوقيفات التي استهدفت عناصر في تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني. وتابع ان "العملية التي جرت ضد تنظيم داعش حققت هدفها ولن تتوقف". وأضاف "اقول ذلك هنا بوضوح تام، ان مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ اربع سنوات في سوريا غير واردة اطلاقا.. لكننا سنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية حدودنا". وأكد رئيس الحكومة "ان ادنى تحرك يشكل خطرا على تركيا سيؤدي الى اقسى ردود الفعل". كما قال داود اوغلو ان بلاده، على عكس بعض المعلومات، لم تنذر مسبقا النظام السوري بالغارات الجوية التي نفذتها فجر الجمعة على مواقع لتنظيم داعش على الاراضي السورية. وقال ان "هذه المعلومات "لا اساس لها من الصحة". حظر طيران من جهة اخرى، ذكرت صحيفة تركية الجمعة ان الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بالسماح للطائرات الامريكية باستخدام قاعدة تركية لشن هجمات على تنظيمداعش في سوريا، يتضمن ايضا اقامة منطقة حظر طيران على اجزاء من سوريا الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا. وذكرت صحيفة حرييت ان الاتفاق الذي يسمح للطائرات الامريكية باستخدام قاعدة انجرليك في جنوبتركيا يتضمن اقامة منطقة حظر طيران من 90 كلم بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين. وستقدم منطقة حظر الطيران الدعم لمنطقة آمنة مقررة على الارض يمكن ان تمتد حتى 50 كلم في عمق سوريا. وقالت الصحيفة ان طائرات النظام السوري لن تتمكن من التحليق في منطقة حظر الطيران وسيتم استهدافها في حال فعلت ذلك. والمنطقة الامنة ستعمل على منع تسلل الجهاديين والتخفيف من تدفق المزيد من اللاجئين الى تركيا. وجاء الاتفاق بعد اشهر من المفاوضات بين انقرةواشنطن. وزاد الاستياء لدى المسؤولين الامريكيين بعد تمنع تركيا عن لعب دور كامل في التحالف ضد تنظيم داعش بما في ذلك استخدام انجرليك. غير ان تفجيرا انتحاريا داميا في بلدة حدودية تركية نسب الى تنظيم داعش تبعته اشتباكات حدودية، جعل سياسة انقرة اكثر تشددا. وقصفت طائرات حربية تركية الجمعة للمرة الاولى اهدافا للتنظيم في سوريا. وقالت حرييت ان قوات التحالف بقيادة امريكية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وضربات في المنطقة. وأضافت الصحيفة ان الاتفاق ينص على ان "الطائرات الامريكية المجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام قاعدة انجرليك الجوية" لشن غارات ضد تنظيم داعش. وستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية. ولا يتضمن الاتفاق وصول اي قوات برية امريكية الى تركيا لكن سيسمح لكتيبة يصل عددها الى 50 موظفا عسكريا امريكيا بالدخول لتقديم الدعم التقني. والاتفاق يتعلق فقط باستخدام قاعدة انجرليك الجوية القريبة من مدينة اضنة على مقربة من الحدود السورية. غير ان الطائرات الحربية الامريكية ستتمكن من استخدام قواعد باتمان وديار بكر وملاتيا في شرق تركيا في حالات الطوارئ. ودون تحديد موعد دقيق قالت حرييت ان قاعدة انجرليك ستفتح "في وقت قريب جدا" امام القوات الامريكية للاستخدام في شن غارات في سوريا. غارات وشن سلاح الجو التركي الجمعة اولى غاراته على مواقع لتنظيم داعش في سوريا وذلك بعد اربعة ايام على هجوم انتحاري دام نسبته الحكومة الى التنظيم المتطرف. وقامت ثلاث مقاتلات اف-16 من سلاح الجو التركي بقصف ثلاثة مواقع للمتطرفين في المنطقة الحدودية في سوريا المقابلة لمدينة كيليس (جنوب). وكان متطرفون فتحوا الخميس النار من سوريا على مركز حدودي للجيش التركي في كيليس مما ادى الى مقتل ضابط صف واصابة عسكريين اثنين بجروح. وعملا بقواعد الاشتباك التي يعتمدها الجيش التركي منذ 2012 كلما طال اطلاق نار اراضيه، رد على الفور بفتح النار على المواقع الجهادية. واطلقت دبابات من كتيبة المدرعات الخامسة عدة قذائف بحسب وكالة الاناضول. وتأتي هذه المواجهة المباشرة بعد ثلاثة ايام على الهجوم الانتحاري الذي اوقع 32 قتيلا ومئة جريح في سوروتش قبيل ظهر الاثنين. وقد استهدف الهجوم حشدا من الشباب المؤيدين للاكراد كانوا يريدون المشاركة في اعادة اعمار مدينة كوباني او عين العرب الكردية السورية التي دمرت في معارك ضارية استمرت اربعة اشهر وانتصر فيها المقاتلون الاكراد السوريون في يناير على تنظيم داعش. وقالت السلطات التركية ان الانتحاري شاب تركي يبلغ من العمر 20 عاما ويدعى الشيخ عبدالرحمن الاغوز. وذكرت الصحف انه اقام في صفوف داعش في سوريا. ولم تتحرك تركيا في مواجهة تنظيم داعش. فقد رفضت دعم المقاتلين الاكراد السوريين خشية تشكل منطقة ذات استقلالية معادية لها في شمال البلاد. وأثار هذا القرار اعمال عنف في تركيا بالتزامن مع معركة كوباني في اكتوبر. وأعلن رئيس الوزراء التركي في بيان الجمعة ان "تركيا مصممة على اتخاذ كل الاحتياطات للدفاع عن امنها القومي"، وذلك غداة اجتماع مع القادة العسكريين واجهزة الامن. وافادت صحيفة حرييت الخميس نقلا عن مسؤولين اتراك ان الحكومة تفكر في نشر بالونات مراقبة يمكن التحكم بها على طول حدودها بطول 900 كلم مع سوريا ومضاعفة خط حواجزها لعرقلة تحرك الجهاديين. كما اطلقت السلطات التركية صباح الجمعة عملية مداهمات واسعة في اسطنبول شارك فيها خمسة آلاف شرطي بدعم من المروحيات ضد ناشطين مفترضين من تنظيم داعش، بحسب وسائل الاعلام التركية. وأفاد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء "تم توقيف عدد اجماليا بلغ 251 شخصا لانتمائهم الى جماعات ارهابية" مضيفا ان المداهمات جرت في 13 محافظة تركية. كما قتلت ناشطة من اليسار المتطرف في تبادل اطلاق نار مع الشرطة في احد احياء اسطنبول، بحسب وكالة انباء الاناضول الرسمية. والناشطة عضو في الجبهة الثورية لتحرير الشعب وهي مجموعة ماركسية تقف وراء عدة هجمات في تركيا. وتشكل تركيا نقطة العبور الاساسية للمجندين الجهاديين الى سوريا. واستهدفت العملية ايضا عناصر من حزب العمال الكردستاني الذي اعلن تبني مقتل شرطيين اثنين الاربعاء في جيلان بينار (جنوب) على الحدود مع سوريا، ردا على هجوم سوروتش. والخميس ايضا، قتل شرطي تركي وأصيب اخر بجروح خطيرة في هجوم نفذه ملثمون في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث الغالبية كردية، بحسب مصادر طبية وشرطية. ولم تتبن اي جهة هذا الهجوم. وتتعرض الحكومة التركية الاسلامية المحافظة منذ هجوم سوروتش لانتقادات شديدة تأخذ عليها سوء تقديرها لحجم الخطر الجهادي وصولا الى غض الطرف عن انشطة تنظيم داعش على اراضيها التي تشكل جسر عبور للمقاتلين الاجانب الى سوريا. وحرك هجوم حزب العمال الكردستاني الذي نفذ "ردا على مجزرة سوروتش" بحسب ما جاء في اعلان تبنيه، المخاوف من مخاطر اتساع رقعة القتال الجاري بين القوات الكردية والجهاديين على الاراضي السورية وانتقاله الى الاراضي التركية المجاورة. وفي هذا السياق اعلنت حركة الشبيبة الوطنية الثورية المقربة من حزب العمال الكردستاني على موقعها الالكتروني انها قتلت مساء الثلاثاء في اسطنبول رجلا اكدت انتماءه لتنظيم داعش مؤكدة في بيان انها ستقوم بمحاسبة "قتلة سوروتش". وتنظم تظاهرات يومية في مختلف المدن التركية لادانة سياسة رجب طيب اردوغان ازاء سوريا. ودعا اكبر حزب كردي تركي الى تجمع ضخم غدا الاحد في اسطنبول. وأقالت صحيفة ملييت الاربعاء احد محرريها المعروفين، قادري غورسيل، بعد تغريدة اوحى فيها بمسؤولية الرئيس رجب طيب اردوغان في الهجوم الانتحاري. ولطالما نفت انقرة قطعيا هذه الاتهامات.