تُستأنف اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المفاوضات بين الفرقاء في دولة جنوب السودان، للوصول إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب بحلول 17 آب (أغسطس) وسط تهديد الوسطاء الأفارقة بفرض عقوبات على الطرف الذي يرفض التوقيع على الاتفاق. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل مكواي أن وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» دعوا أطراف النزاع إلى جولة محادثات تبدأ اليوم وتسلُّم مسودة اتفاق سلام غداً، لتتم دراستها في شكل منفصل من قبل الفرقاء خلال 10 أيام، على أن يبدأ التفاوض المباشر في شأنها في 6 وحتى 12 آب المقبل. وأكد مكواي أن الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار سيصلان إلى مقر التفاوض في أديس أبابا في 13 آب المقبل لوضع الإجراءات النهائية للاتفاق، الذي يُفترَض أن يُوقَع في ال17 منه بحضور زعماء دول «إيغاد» ومجموعة الوساطة الجديدة، التي تضم «دول الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة»، موضحاً أنه قبل ذلك سيلتئم اجتماع لوزراء خارجية مجموعة «إيغاد» لمناقشة المسودة النهائية. ورهن مكواي التوصل إلى اتفاق سلام بطرح الوسطاء مسودة مغايرة عن المسودات السابقة، التي اعترضت جوبا على بعض بنودها، قاطعاً برغبة سلفاكير في الوصول إلى سلام. وأكدت دول «إيغاد» أن المهلة الحالية للأطراف الجنوبية نهائية وأن دول المنطقة مصممة في حال فشلت الأطراف الجنوبية في التوقيع على الاتفاق هذه المرة، على إقرار عقوبات على الأطراف المعطلة للسلام، فضلاً عن إرسال قوة عسكرية لحماية المدنيين ورفع الملف إلى الاتحاد الأفريقي الذي سيحيله على مجلس الأمن. في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، أن 39 شخصاً على الأقل توفوا نتيجة إصابتهم بوباء الكوليرا في جنوب السودان، وأُصيب 1212 آخرون بالمرض، الذي انتقل من العاصمة جوبا إلى ولاية جونقلي المجاورة. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن التضخم المتزايد و «الوضع الاقتصادي السيئ» يعرقلان جهود تطويق الوباء، موضحاً أن «كثيرين لا يستطيعون شراء مياه الشرب» وأن السكان يشربون مياه النيل مباشرةً. من جهة أخرى، استضافت الخرطوم أمس، أعمال القمة الإقليمية لاتحادات الصحافيين في دول شرق ووسط أفريقيا. وانتقد رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين جيم بو ملحة أوضاع الحريات الصحافية في السودان، ودان تدخل السلطات الأمنية بفرض رقابة على الصحف والتضييق على الصحافيين، مطالباً الحكومة السودانية برفع يدها عن الصحافة. في المقابل، دافع وزير الدولة السوداني لشؤون الإعلام ياسر يوسف عن الحريات في بلاده، قائلاً إن أوضاعها في السودان أفضل بكثير من دول المنطقة الأخرى. ورأى أن أكثر ما يؤرق الحكومة في مجال الحريات الصحافية هو تغطيات الصحف المتعلقة بالأمن القومي والمعالجات الخاصة بالحروب والأمن الاقتصادي وأمن المجتمع. وشدد على ضرورة تعميق الحوار حول تلك القضايا للتوصل إلى فهم مشترك بين الحكومة والمجتمع الصحافي في بلاده. في شأن آخر، تستضيف الخرطوم اليوم الجولة السابعة للجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبي على مستوى وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا. وسيناقش الوزراء الثلاثة توصيف المهمات الخاصة بالمكتبين الاستشاريين من هولندا وفرنسا، اللذين سيقومان بإعداد الدراسات الفنية اللازمة لرصد تأثير السد الإثيوبي على دولتي المصب (السودان ومصر) في المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.