تبدأ مراسم عيد الفطر المبارك في مكةالمكرمة مع الإعلان الرسمي لرؤية هلال شوال، التي ظلت راسخة منذ 300 عام، وذلك بفضل الآباء والأجداد الذين حافظوا عليها لتشاهد حتى الأعياد الحاضرة، حتى اكتسب عدد من الجاليات الوافدة التي تستوطن العاصمة المقدسة هذه العادات وأصبحت تمارسها في كل عيد. وأجمع عدد من كبار السن في مكةالمكرمة خلال حديثهم إلى «الحياة» بأن طقوس هذا اليوم عند المجتمع المكي مختلف، سواء من ناحية اللباس أم وجبة الإفطار، إضافة إلى الحلويات، خصوصاً محافظة المجتمع على عاداته وتقاليده حتى الوقت الحاضر، نتيجة التقيد بها، قائلين «إن هذه العادات ما زالت موجودة ويجب المحافظة عليها، فآباؤنا وأجدادنا حافظوا عليها ونحن حافظنا عليها حتى الجيل الحالي». ويقول المواطن جابر عبدالله البالغ من العمر 90عاماً: «إن من أهم ملامح عيد الفطر في مكة هو إبراز مظاهر الفرح مهما كانت الظروف المادية التي تمر بها مختلف الأسر، من ارتداء الملابس الجديدة ذات الألوان الزاهية، إذ كنّا نعمل في الأسواق لمدة عام كامل لجمع المال لشراء ملابس العيد». وبيّن أن من أبرز العادات المكية بعد صلاة العيد، زيارة الأهل والأقارب ومعايدتهم، مشيراً إلى أن الزيارات كانت تصل إلى قرابة ال 40 منزلاً، ما أكسب مكة سابقاً صفة الترابط والتآخي. وأضاف: «عبارات التهنئة كان لها طعم آخر، إذ كنّا نسمعها مباشرة وليس من طريق برامج التواصل، إذ كنا نسمع كل عام وأنتم بخير، من المقبولين إن شاء الله، عيدكم مبارك، عاد عيدكم، من العائدين الفائزين.» أما المسن «علي السني» فعدد الألعاب التي كان يتميز بها المجتمع المكي منذ نحو 300 عام خلال أيام عيد الفطر السعيد وهي (الاستغماية، شد اليد باليد، الطيري، المدوان، البرجون، البربر، الزقيطة)، إذ كانت لهذه الألعاب متعة كبيرة في رأيه، موضحاً أن بعضاً منها ما زال الأطفال يلعبونها خلال أيام العيد. وزاد: «منذ إعلان دخول العيد نقوم بمعايدة أبناء الجيران ومواعدتهم لممارسة هذه الألعاب بعد أداء صلاة العيد في المسجد الحرام مباشرة». وأشار خلال حديثه إلى حلويات العيد المتنوعة ومنها حلاوة اللبنية والهريسة باللوز وحلاوة اللدو وطبطاب الجنة والفوفل والعاشورية واللوزية والسمسمية والحلقوم، والتي ارتبطت بمكةالمكرمة، وكانت المنازل المكية تهتم بعمل الحلاوة في المنزل وليس بشرائها من المحال التجارية كما يحدث الآن. وأجزم أن العيد في مكة يختلف عن جميع بقاع الأرض الأخرى، مرجعاً ذلك إلى وجود بيت الله الحرام، وهي ميزة يختص بها أهل مكة، إذ يحرصون على أداء صلاة العيد فيه رجالاً ونساءً وأطفالاً. أما العم «محمد المحضري» فأفاد بأن المجتمع المكي تميز بمأكولات خاصة صبيحة عيد الفطر ويأتي في مقدمها الدبيازة واللقيمات والزلابية، والأكثر ميزة هو قيام الجيران بتوزيع هذه المأكولات على بعضهم.