فتح الكاتب تركي الحمد مجدداً نيران انتقاداته على المرجعيات الدينية، معتبراً إياها "هي التي أوردتنا المهالك"، حسب وصفه, إلا أن الكاتب الذي لم يبح عن ماهية تلك المهالك، ولا كيفية تسبب المرجعية الدينية فيها، تحفظ في رده على حوار مع الزميل الإعلامي سلطان المالكي على أي انتقادات تطاله، تتعلق بالليبرالية أو العلمانية، وإن نبعت من جمهور القراء، وسجلتها مضابط الحوارات وساحات المناقشات في الإعلام الجديد. وكشف الزميل مدير التطوير والإعلامي بصحيفة سبق الإلكترونية سلطان المالكي كواليس الحوار عبر حسابه في تويتر منذ بداية الإتفاق مع الدكتور الذي وافق على الإجابة على جميع الأسئلة بشرط نشر جميع الإجابات وهو الأمر الذي وافق سلطان على فعله, إلا أن الأول تهرب من الإجابة عن أي سؤال وقال في رسالة بريدية للمالكي بأن الأسئلة ليست حوار بل هي "تحقيق أو استجواب" وأن اسئلته عبارة عن تُهم يريد الحمد الإجابة عليها وهو ليس في موقع المتهم - حسب وصفه - . ونعت تركي الحمد سؤال تَنَاول الشيخ الغزالي، بأنه انحياز لفكره، على الرغم من أن نص السؤال لم يخرج عن: "قُلْتَ إن ما يقوله سلمان العودة الآن كنتَ تقوله قبل 20 عاماً، والحقيقة أن ما يقوله العودة اليوم كان يقوله الشيخ محمد الغزالي قبل 20 عاماً؛ لأن الشيخَيْن يقولان كلامهما بناءً على اعتبار الدليل الشرعي، وأنت تقول كلامك بناءً على الرؤية العقلية المحضة وتغييب الدليل الشرعي!". إلا أن تركي الحمد تابع الرد دون الدخول في مضامين السؤال بالقول: "بالنسبة لتحيزك للغزالي الذي استطيع أن أورد عنه الكثير كأخ مسلم، أنا لست ضد الدين، ولا الفكر الديني، ولكني انتقد المرجعية الدينية التي أوردتنا المهالك، فكل شيء لا بد له من سند ديني، مع أن السند العقلي هو الأساس", وأضاف الحمد في رده على الزميل المالكي: "أنت منحاز لفكر معين تحاول الدفاع عنه.. وهذا لا يجوز في محاور مستقل محايد" . ورفض الحمد التجاوب مع سؤال يدور حول حوار سابق مع المرحوم أحمد الشيباني، معللاً ذلك لأن: "معلوماتك خاطئة بالنسبة لحواري مع المرحوم أحمد الشيباني، فقد كان الحوار حول هيغل وليس الشيوعية أو غيرها"، في وقت نص السؤال عن : - احتضنت جريدة الرياض الجدل الذي دار بينك وبين الراحل أحمد الشيباني حول "البروستوريكا" والنقاشات الرائعة حول نهاية "الفكر الشيوعي"، أين هذه النقاشات من صحفنا اليوم؟.. وهل إثبات الزمن لرأي الراحل الشيباني منعك من الكتابة عن هذا الجدل؟ . لكن الكاتب تركي الحمد، الذي تحفظ عموماً على التساؤلات الواردة في الحوار، فضل أن يجيب عليها برسالة ( رفض ) بعثها للزميل سلطان المالكي، نصها: "كلي احترام لك، ولكن لا تحاورني إلا وأنت قادر على المحاورة.. وأنت ينقصك الكثير.. كل الود". من جانبه قال سلطان المالكي أن الحوار كان منذ أكثر من سنة وأنه حاول خلالها التواصل مع الحمد إلا أنه لم يجب على هاتفه, قبل أن يرد عليه بالإيميل قائلاً أن اعتبار اسئلته تحقيقا أو استجواب فيها دليل واضح على صحة المعلومات التي تتناسب مع اسئلة المحققين الذين يحصلون على معلومات اكيدة وصحيحة "كأسئلتي الصادرة من مجموعة من خبراء ومتابعين لكل انتاجك" . وأضاف : "أما وصفك ما طرحته بأنها ( تُهماً ) هي وجهة نظرك أنت.. قد لا يتفق معك القراء.. هم المعنيين بالحكم على طبيعة الأسئلة, وموقفك من الراحلين الشيباني والغزالي وموقفك من الدين لا يعنيني كثيراً كمُحرر صحفي مُحايد.. فالحكم للقارئ" . ورد المالكي على الفقرة الأخيرة للحمد قائلاً :"أما قولك ( لا تحاورني إلا وأنت قادر على المحاورة..وأنت ينقصك الكثير.. ) فأحب أن ابلغك أن النصف الأخر من الأسئلة سأرسلها لك خلال أيام حتى تعلم أن فارق السنوات بين المفكر والمحرر لم تُعد تشكل شيئاً (ذي بال) " . وختم سلطان المالكي حديثه بتويتر قائلاً :"أدرك مكانة تركي الحمد وسأنشر كافة الأسئلة التي يرى فيها انتهاكاً أو تقليلاً لشأنه أو انحياز لطرف أو فكر ما أو عدم معرفة بأصول المحاورة, مع تقديري التام لأي فكر يتبناه الكثير من الأدباء والمفكرين والكُتاب.. في ضوء القاعدة المعروفة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)" . صحيفة "داير" تنشر تفاصيل التغريدات مع الأسئلة كافة التي رفض تركي الحمد الإجابة عليها عبر الرابط : http://goo.gl/NLaEX