( عيد الطيبين ) ، عيد الآباء والأجداد ، فمن عاش أيام ذلك العيد بالزمن الجميل ويعيشه اليوم ، سيجد الكثير من الاختلافات والفوارق الشاسعة فيما بين العيدين .. فعيدنا اليوم نجده فقد معناه ورونقه ، فقد لذة صباحاته المشرقة البهية ، وأساريره التي كانت تظهر على محيا الجميع صغارا وكبارا ، فلم نعد نستشعر بهجة قدومه ، ولا نتذوق نكهة طعمه المختلفة ، ولا نشم رائحته الزكية العاطرة ، فقدنا الشعور بمسراته ، وأصبحنا لا نستلذ بلحظاته القصيرة كما بالأمس. نعم ما زلنا نحرص فيه على ارتداء الجديد ، واقتناء أطيب العطور، نزين مظهرنا الخارجي بأجمل الحلل وأبهاها، لنخرج إلى الناس في ( شياكة ) ملفتة تثير إعجابهم ، بينما نحن على النقيض من ذلك ، نجدنا من الداخل لازلنا على حالنا وطبعنا ، وكأن النفوس لا تدري عن العيد شيئا ، عندما لم نتبادل مع الآخرين مشاعر الحب والبهجة ، لا تلك المصافحات الحميمية الصادقة ، فالعيد ليس معناه فيما نلبسه ونتعطره فحسب، بل هو يعني ما نقوم بفعله من عادات وفضائل ، من الصفح إلى التسامح، مرورا بصلة ذي القربى ، مشاركة وتبادل مشاعر الحب مع الجميع ، فا لعنوان المفترض للعيد هو الأنس والتلاقي، الفرح والسرور ، وبشاشة القلوب ؛ هو المناسبة المنتظرة في كل عام لعناق الأحبة وتنقية النفوس، وهو المناسبة التي نخلد على صفحاتها ذكريات سعادة لا تنسى ، واللحظة السنوية المتجددة بالحياه، نفتح من على شرفاته نافذة بيضاء نحو مستقبل مشرق، ونغلق دونه أبواب الكره وخلافات ماضينا ، نسن فيه عادات أخرى فضيلة ، تطرزها معاني التواد والرحمة والألفة ، ليبقى محفوظ فيما بيننا إلى أن يعودنا عيد من جديد... العيد باختصار: طفل سعيد لا يعرف غير الحب ‘‘ دمتم بأعياد الحب والخير كل عام . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)