صبرٌ أعجز العالم صبرٌ لم يُرى مثله ولم يُسمع عنه سواه صبرٌ تعجز عن حمله الجبال وتضيق به الصحاري والتلال وتعجز عنه كواهل الرجال ، آآآآآآهٍ ياأهل سوريا ماأصبركم !! والله كلما حملتُ قلمي لأكتب عن هذا الألم والحزن الذي يمرُ به أهل الشام أجدني حائراً تائهاً كالطفل الذي فقد أمه في زحمة الناس ، ماذا عساي أن أكتب وماذا عساي أن أقول في صبرٍ عجزت عن وصفه الألسن وحارت فيه الأفكار وتاهت عنه العقول فالواقع والصور والمشاهد أبلغ مما ستخطه أقلام البشر كافة ، شابٌ يُنتزع من بين أحضان أمه وهي تصرخ وتنادي ((ولدي حبيبي )) وهم يجرونه أمام عينيها وهي تنظر إليه وكأنها تقول أستودعك الله ياولدي وهو يحاكي دموعها بدموعه التي تسقط من عينيه في مشهدٍ يُقطّع القلوب فما إن رأت دموعها دموعه حتى جرت مثل النهر على خدود تلك المسكينة ، ّلوح الغلام لها بيده أن وداعاً ياحبيبتي وداعاً ياغاليتي وكأني به يقول: والله أن مايبكيني ليس لأنهم أخذوني وإنما لفراقكِ ياأمّاه!! وبعد ليلةٍ خيم فيها الحزن على تلك الأم وإذا بالباب يُطرق؟!!! من بالباب؟ لامجيب!! من يطرق الباب؟ لاأحد يتكلم!! فتحت الأم المجروحة ذلك الباب فلم ترى أحداً، نظرت يميناً فلم ترى أحد أدارت رأسها شمالاً لاأحد ، ثم وقع نظرُها عند قدميها فإذا بذلك الصحن المغلف بالقصدير وريحة الأكل تنبعث منه ففرحت به عشاءاً لها ولبقية أبنائها علّهم يهدأون مما حصل لهم ليلة البارحة فحملته وانتبذت به مع أبنائها مكاناً في البيت ولما إجتمعوا حوله ليأكلوا وأبعدوا القصدير هنا كانت الطامة والمفاجأة ؟!! جسدُ إبنها مطبوخٌ ورأسه يتوسط ذلك الصحن ،،، آآآآآآآآآآه ماأصبركم ياأهل الشام لكم الله ولعنة الله وملائكته والناس أجمعين على بشار وأعوانه وكل من وقف إلى جانبه ألا لعنة الله على القوم الظالمين المجرمين اللهم نصرك الأكيد للمستضعفين الموحدين وبطشك الشديد على الظالمين وحسبنا اللهُ ونعم الوكيل ...