ماذا عساي أن أقول في هذا الظرف المؤلم؟ فبين عشية وضحاها يختفي من حياتي من كان سببا في وجودي بعد الله تعالى ويترك خلفه مئآت من الذكريات الجميلة كيف يمكنني أن أنساه وهو طيف حولي في كل مكان وفي كل وقت هو الذي زرع في داخلي الحب والحنان والطيبة هو الذي رباني وأحسن في تربيتي وهو الذي استقبلني بيده الحنونة في ولادتي وها أنا آخر من لمست يداه في مماته كم هي لحظات مؤلمة وقاسية عليّ. اه يا ابتي لو تدري كم اشتاق إلى حضنك الدافئ الحنون وإلى ابتسامتك التي كانت تملأ حياتي. هل تعلم عندما سمعت بخبر موتك لم أصدق ذلك الحدث المؤلم؟ ظننت انه مجرد وهم أو حلم هذا الخبر الذي هز قلوب جميع من أحبوك لأن هذا الرجل الإنسان الذي التحق بالرفيق الأعلى هو الذي أدخل حبه في قلوب الناس من خلال قلبه الطيب وروحه الجميلة وابتسامته التي لا تفارق محياه .. ذهبت يا والدي وتركت خلفك ابنك وبناتك يذكرونك ويتفاخرون بك .. تركت وراءك زوجة محتسبة وصائمة قائمة .. تدعو لك بالرحمة والمغفرة آناء الليل وأطراف النهار. لا نعلم يا أبي كيف ستمضي الأيام وأنت لست بجانبنا توجه وترشد وتنصح ، نحن فقدنا أعظم أب ورجل بما تحمله هذه الكلمة من معنى ، لكنك ستبقى في قلوبنا وذكراك خالدة في أذهاننا مدى الحياة يا أعز الناس وهنا يعجز قلمي عن الكتابة (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبتي لمحزونون) رحمك الله يا والدي رحمة الابرار وأسكنك فسيح جناته وألهمنا جميعاً ومحبيك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. ابنتك الفخورة بك