هذا السؤال يتكرر في كل شي , أصبح المقياس عند البعض لأي شي ولكل شيء. شرط قبول الزواج هو الأجابة بنعم على هذا السؤال. شرط ان أتعامل معك و أصبح صديقك هو الإجابة بنعم.. الكثير يعاني من هذه التفرقة (أنت من العبيد ,, أنت ليس لك أصل ,, أنت من بقايا الحجاج ,, ,انت ...انت...) القبيلي لا يتزوج من حضرية و الحضري لن يستطيع الزواج من قبيلية ليس لأنه لا يصلي أو أنه معروف عنه تقصيره في دينه بل لأنه ليس قبيلي.. فلان من الناس قبيلي إذاً فلن يأتيه منه إلا كل خير حتى وإن كان (......) يُغضُ الطرف عنه لأن (الأولى تشفع له).. أما فلان من الناس فحضري إذا لن يأتيه منه خير ولو كان ماكان إلا أن يكون ذا مال .. أصبحنا في زمن يرتب الناس على أسس معينة المال و النسب .. أتى الإسلام وحارب التفريق بين الناس بسبب اللون والنسب واللغة وجعل المقياس للمفاضلة بين الناس هو الدين ..(لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى).. في حين أننا في هذا الزمن نعود لمقاييس الجاهلية بدون قصد فتجد التفريق بين الناس يكون على اساس القبيلة واللون واللغة.. أفهم جيداً أهمية القبيلة في بناء المجتمع والمحافظة عليه وأنها كانت من اللبنات الأساسية في قيام أي دولة على مر التاريخ وهي من أسباب تعارف الناس فيما بينهم قال تعالي { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }. ولكن ما لا أفهمه أن يتحول دور القبيلة من دور البناء و المحافظة على هذا البناء إلا دور الهدم والتخريب فبعد أن ساهمت القبيلة في بناء المجتمع بدأ بعض الناس يستخدمون نفس أداة البناء للتفريق بين الناس وإشاعة العصبيات فيما بينهم. وقد حذر رسلونا صلى الله عليه وسلم من هذه العصبية فقال (دعوها فإنها منتنة)...و كذلك في قصة أبوذر وبلال بن رباح.. بدل أن نكون نحن المسلمون صفاً واحداً كما في الصلاة أصبحنا جماعات متفرقة تجد التعصب واضح فيما بيننا.. هذه القبيلة يكرهون هذه القبيلة وهذه القبيلة لاتزوج أحداً من خارج أفراد القبيلة للمحافظة على( صفاء الدم). ومن هو قبيلي يكون في كفة والحضري في كفة أخرى.. وتجد هذه التفرقة منتشرة في المدارس فهؤلاء الطلاب يعيرون هذا الطالب بأصله وتقوم المعارك بسب التفاخر بينهم.. وتجد في الدوائر الحكومية يقدم الموظف فلان على فلان لأنه من نفس قبيلته.. داء انتشر في مجتمعنا فهل نستطيع علاجه؟؟