إلى متى يتكرر هذا المشهد: رجل يقود سيارته وفي يده عصير يرتشف منه بين فينة وأخرى وفجأة يكتشف أنه قد أنهاه يرجه قليلاً ليتأكد أنه فعلاً قد أفرغه تماماً ثم يقذف به بقوة خارج سيارته,,لماذا؟ يأتي الجواب مباشرة ليبقي سيارته نظيفة.. يتكرر نفس المشهد مع نفس السائق ولكن هذه المرة مع عائلته -زوجته و أطفاله- تجد الأطفال كل واحد منهم في يده علبة عصير يشرب منها وعندما تنتهي يرجها قليلاً ليتأكد من أنها فرغت ثم يرمي بها بعيداً تماماً مثل والديه.. هذا المشهد أصبح عند البعض عادة أصبح الأصل عنده أن يرمي المخلفات في الشارع ليس في المكان المخصص لها.. عندما تحاول أن تنصحه يدافع عن نفسه وكأن الحق معه ويبدأ في الإستهزاء بك ويقول الجملة الشهيرة ( تحسب نفسك في اليابان ) ,, كم أكره هذه الجملة وكأن النظافة لا يعرفها إلا الشعب الياباني وكأن ديننا الحنيف لم يأمرنا بالنظافة.. وبعضهم يستخدم هذه الجملة التي لا تقل شهرة عن أختها الأولى (ياخي الشارع كله زبالة, جت علي أنا ),,بصراحة لقد أفحمني لقد صدق في قوله , ولكن أبدأ بنفسك,, وربك لن يحاسبك عن ماذا فعل الناس .. بهذه الأفعال وبهذه الأعذار غرسنا في أولادنا هذه العادة القبيحة.. جميعنا ندعي حب وطنينا ولكن ليس الحب بالكلام فقط وليس معنى الحب أن أدافع عن وطني بروحي وبدمي وأن أعمل ليكون في مقدمة البلدان نعم هذا من الحب ولكن من الحب أيضاً أن أحافظ على وطني من التلوث. هذا ما ينبغي أن نعلمه لأولادنا.. لقد تفشت هذه العادة كثيرا في مجتمعنا ولا أدري كيف نستطيع أن نحلها..أقترح أن تكون هناك لجنة في البلدية خاصة بحماية البيئة تعطي لمن يرمي النفايات في غير الأماكن المخصص لها مخالفات وتطبق عليه عقوبات .. أستطيع الجزم بأنه لو طبق (نظام ساهر) على رمي المخلفات سوف تجد شوارعنا أنظف بكثير من الآن.. وأخيراً أقول ( النظافة من الإيمان ),, جملة نرددها ويحفظها الصغير قبل الكبير ولكن .....؟؟؟