فعلا إدارات صبيا الحكومية تعودت منذ الأزل أن تستخف بشؤون أهالي المحافظات والمراكز الجبلية وتطبق الرقيب والحسيب عليهم بل والآمر والناهي والتي أقصتها عن الركب في بقية البلاد سنين عجاف وذلك من خلال أنظمة مناقضة تماما لأنظمة بقية المناطق في البلاد ،وتعتبر صبيا بؤرة الفساد الإداري على مستوى منطقة جازان ، ولعل زيارة واحدة لشوارعها ودهاليزها تعطيك الصورة الواقعية وخاصة عند أوقات الصلاة وتحديدا عند سوق الخضار تجد المجهولين يديرون السوق بدون هوية ولا ضوابط أو قوانين تنطبق عليهم حتى الهيئة أوقات الصلاة لا تقدر تنفيذها وقد تجد رجل أمن أو موظف مسئول يصل سوق الخضار لتنفيذ أوامره فيجد من تربطه به صلة رحم تجبره على غض الطرف والتعاطف معه، فالفساد الإداري وألا مبالاة في هذه المحافظة بلغت حالا يصعب تجاهله أو تحسين صورته ،حيث كنا في فترة مضت وولت نتحدث عن جيزان التي هي عاصمة منطقة جازان إلا أنها خرجت وأزاحت الغبار والسنين الغابرة تجاوزتها وبدأت فعلا تتغير في كل شيء حتى في التعامل مع المواطن الذي أصبح يجد قيمته ومكانته المهمشة دون تصنيف عنصري كما هوا الحال في صبيا ، وأصبح ينهي معاملاته وإجراءاته بشكل يعتبر خيالي عما سبق كما أصبحت أخلاق الموظفين والعاملين هناك في تحسن يلحظه الكثيرين وخاصة من عايش الحال قبل سنوات والآن فالفرق شاسع ومتحسن ويبشر بخير ، إلا أن صبيا بقيت على صباها وجهلها مع الأسف ، ومتى ستتحرر تلك المحافظات والمراكز الجبلية المهضوم حقها وحق قاطنيها من إداراتها المتخلفة عن بقية ما هي عليه المملكة العربية السعودية من أقصاها إلى أقصاها وخاصة إدارة التربية والتعليم للبنات ، فما إن تدخل إداراتها ومكاتبها وتتعامل مع موظفيها تجد أنك في حالة من الذهول وأنه ما زال في عصرنا الحالي تلك الثقافات والتفا هات التي جعلت من حقوق الناس لعبة بين أيدي من لا يعي ولا يفهم معنا تقييم البشر، ولعلي أحكي لكم ما يبرر مضمون ما تطرقت إليه حيث دخلت أحد دوائر صبيا أثناء مراجعتي معاملة مهمة وحين سألت عن أحد الموظفين أكثر من مرة أجاب أحد زملائه قائلا (راجعنا بكرة الرجل راح يدبر وساطة يطلع إخوانه من الترحيل تم القبض عليهم من قبل الجوازات )، أعتقد أن السبب في عدم الاهتمام وألا مبالاة في شؤون المواطنين السعوديين واضحا وخاصة أبناء المناطق الجبلية التي ما زالت محرومة حتى من أن تعطل مع بقية مناطق المملكة بأمر من جهات عليا في الدولة بل إن صبيا أبت إلا أن تغرد لأهل الجبال بأنظمة حكومة مستقلة لا تنساق ولا تنقاد إلا على هواها وما كان قرار عدم تعليق الدراسة في إدارة صبيا رغم القرار الواضح بعكس ذلك إلا واحدة نضحت بما فاض به الإناء خلف الكواليس. وما كان ذلك إلا بسبب هيمنة الفساد على أهل الخير من أهالي صبيا المعروفين وعائلاتهم العريقة التي ما زالت القلب النابض والعطر الفواح الذي يبعث الأمل إن الحال في صبيا قد يتحسن وترتقي أرضا وإنسانا ولو بعد حين.