يُشبِه الدكتور إيرك بجرستروم الغوص في جزر فرسان بمنطقة جازان ب(رحلة فضائية في كوكب آخر)، ويقول: “الغوص في فرسان تجربة لم يحظ بها إلا القليل من الناس، إنها حلم لطالما حرصت على تحقيقه منذ أن كنت صبيا في ال15، حيث قرأت كتابا يصف فرسان بأنها واحدة من أجمل بيئات الشعب المرجانية على مستوى العالم..”.. ويصف إيرك في مقال بعنوان (فرسان خيال) نشر في مجلة أريبيان وايلد لايف المنطقة بأنها جزيرة منعزلة تحيط بها البحار والصحراء.. لم يصلها السياح بعد، ولم يؤثر فيها الصيد أو التلوث، والشعاب المرجانية فيها أشبه بالحكايات الأسطورية، التي تخترقها أنهار من الأسماك الفضية. ويضيف إيرك: “بدفء يفوق حرارة العيون الكبريتية في (بني مالك)، وبعاطفة تعانق مرتفعات (فيفا) الشاهقة حيث تجود الأرض بالموز والتين والمانجو، يستقبل الجازانيون ضيوفهم بالريحان مهللين: (مرحبا ترحيبتين كل ترحيبة ألوف)، ويردد آخرون مستبشرين بمقدم الزوار: (مرحبا تراحيب المطر)”. وجازان معتادة على استقبال ضيوفها السياح خصوصا، هواة الغوص من الجاليات الغربية المقيمة في السعودية والذين يقصدون جزر فرسان (42 كم غربي مدينة جيزان)، للاستمتاع بمشاهدة تنوع الكائنات البحرية والشعاب المرجانية النادرة في أعماق البحر الأحمر. وجازان وجهة أيضا لصيادي الأسماك، فهي تسهم بما معدله 45 في المئة من إجمالي الثروة السمكية في السعودية، ويقدر إنتاجها السنوي ب16000 طن، يشارك في صيدها 1400 صياد في مدينة جازان، وجزر فرسان، والقحمة، والطوال. وهي موطن كذلك لاستزراع الربيان، حيث أعلنت إحدى شركات الأسماك في المنطقة عن توجهاتها في توسعة أعمالها في تعبئة وتجهيز الربيان ليصل إلى 2800 طن سنويا. محمية فرسان يزيد عدد الجزر في المنطقة على 85 جزيرة منها جزر الدسان، وساسوة، وجبل أبو أحمد، وسولين، وآمنة، وكلام، وقاضية، ومساقف وأكثرها أهمية جزيرة فرسان. وحسب الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، تبلغ مساحة محمية “فرسان” نحو 600 كيلومتر مربع، وتتألف من مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية، وهناك عدد من الأودية القصيرة التي تنتهي إلى البحر، أما السواحل فمغطاة برمال كلسية بيضاء نتجت عن تحطم الشعاب المرجانية والأصداف البحرية. ومن أهم أنواع الأشجار في هذه المحمية الطلح والبلسم والسدر والأراك إلى جانب أشجار الشورى والقندل التي تكون غابات ساحلية كثيفة، وأهم ما تمتاز به هذه المحمية وجود أكبر قطيع من غزال الأدمي الفرساني. أما الطيور فتمتاز بتنوعها ووفرتها وخاصة الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة ومن أهمها العقاب النساري والبجع الرمادي والنورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب وأنواع من القماري. تصدير الفواكه الطبيعة في جازان رواية (عذبة) نُسِجت أحداثها على سفوح جبال فيفا ووسط غابات الأراك، هناك حيث تمتلك إحدى الشركات الزراعية المتخصصة ما يقارب من 90 ألف شجرة من أشجار المانجو والتين تغطي مساحتها 450 ألف هكتار، هذا فضلا عن منتجاتها الأخرى من الأناناس، والجوافة، والشمام، والموز والتي يتم تصديرها إلى مختلف أسواق الخضار والفواكه بالمملكة. ويشير الرحالة البولوني لويس فارتيما الذي زار جازان قبل أربعة قرون إلى أنه شاهد 45 سفينة راسية في ميناء جازان وأنه دُهش لغزارة إنتاجها من العنب والتفاح والسفرجل والرمان والليمون والبرتقال والقمح والشعير والذرة البيضاء. وحسب مشروع تنمية السياحة الوطنية في السعودية، تم تحديد ثلاث مناطق للتنمية السياحية في منطقة جازان منها منطقة تنمية سياحية واعدة (مدينة جيزان)، ومنطقتان جديدتان للتنمية السياحية هما: المنطقة الجبلية (فيفا) وجزر فرسان. وكذلك تم تعيين 14 موقعا قابلة للتطوير السياحي فيها، وقد ارتفع عدد هذه المواقع إلى 49 موقعا على ضوء أعمال المسح الميداني، والدراسات والزيارات الميدانية للمنطقة، والتي قامت بها الفرق التابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار بالاشتراك مع الفرق المحلية بالمنطقة. فيفا يبدو مستقبل السياحة في المنطقة شامخا كما هي قمم جبال فيفاء الخضراء، والتي تتميز بالمدرجات الزراعية، والشلالات التي تكونت بفعل الأمطار. ويستطيع الزائر تكحيل ناظريه في فيفا بلوحات طبيعية تجتمع فيها الخضرة، والسحاب، والأمطار كما هو الحال في وادي القاعة، وقمة جبل كرثة المطل على وادي ضمد، وجبل الثويعي، وجبل الحكمي، وجبل اللعثة. يقول مؤرخ المنطقة الشيخ محمد العقيلي في كتابه (المعجم الجغرافي لمنطقة جازان): يشهد غير واحد من الأشقاء العرب الذين ارتادوا السعودية، أن فيفاء فيها أحفل المواقع، وأجمل الجبال بمناظره الخلابة، وصفاء جوها، وحسن طقسها، جو ساحر وأفق غائم، من أحسن المصايف في البلاد العربية، وأن مناظرها الطبيعية أشبه ما تكون ببعض مناطق (الأرز) في لبنان. المتحف تعتبر زيارة متحف صبيا الذي افتتح في محرم 1412ه فرصة للاطلاع على بعض المقتنيات الأثرية التي تسجل العديد من الحقب التاريخية التي مرت بها المنطقة، ويعمل المتحف على فترتين صباحية من الثامنة وحتى ال12، ومسائية من الخامسة وحتى السابعة.ويجد هواة التبضع من الأسواق الشعبية بغيتهم في سبع أسواق تحمل أسماء أيام الأسبوع، وتعج بمختلف المنتجات الحرفية التقليدية، فهناك سوق بمحافظة بيش يوم السبت، وسوق تُعرف بسوق الأحد في محافظة أحد المسارحة، وسوق الإثنين في صامطة، وسوق الثلاثاء في محافظة صبيا، وسوق الصميل (الأربعاء) في محافظة أبي عريش، وسوقا الخوبة والدرب يوم الخميس، أما سوق الجمعة فمقرها مدينة جازان. العيون الحارة يقصد بعض المواطنين العيون الحارة التي تقع في منطقة تتوسط جبال بني مالك وتتميز بمياهها الكبريتية الصافية، وذلك للتداوي من بعض الأمراض، التي تشتهر المياه الحارة بعلاجها. وقد أقامت هيئة التطوير مسابح مظللة داخل هذه العيون للرجال والنساء كل قسم على حدة.