على مر التاريخ من العصور الماضية من عهد الجاهلية مرورا بالعصور الإسلامية إلى الآن لاتذكر في الأمم إلا ثقافتها, ولا يذكر عصر إلا ويتبادر إلى الأذهان شعراؤها وأدباؤها ومثقفيها، وحينها نستطيع أن نحدد أن هذه أمة مثقفة , وتلك أمة لانصيب لها من الثقافة بشيء. لن أسهب أعزائي في الحديث عن هذه الأمم لأنها وبإختصار كانت أمم الريادة وأزهى عصور الثقافة والأدب وهنا سأتحاشى أن أحدد زمنا بعينه خشية أن أغالط نفسي والقارىء بمعلومة خاطئة أو إجحاف بحق إحدى هذه العصور المزدهرة. ولكن سأتكلم عن مدى إنتشار المجالس الأدبية في شتى أنحاء بلادي , ودورها في نشر ثقافة الشعر والنثر بتعبير مناطقي وبصبغة قبائلية ويكون المجلس الأدبي مخصصا لأهل المنطقة ورجالها كي يظهروا الوجه الحسن لمدينتهم أو منطقتهم بالشكل الذي يراه مناسبا وهذا من أبسط حقوق المثقف أو الشاعر. وبعد هذا الحديث الإنشائي الممل سأتجه صوب محافظتي الغالية التي أصورها كطائر الصقر مصاب الأجنحة، فكيف له أن يطير وكيف سيتمكن من رؤية الطيور التي تحلق من فوق رأسه فمنها من هو أقل منه كالديك الذي لايستطيع الطيران لأمتار معدودة ولكنه هنا إستثمر حالة الصقر الردية والبيب سيفهم الحديث. فالداير عزيزي القارىء تمتلك مثقفين وشعراء يشار لهم بالبنان على مستوى المنطقة ، ولكنهم للأسف ليسوا على قلب رجل واحد وليس من بينهم رجل يتولى زمام الأمور كراهية لخدمة الجميع وتكون بداية فعلية لإجتماع المثقفين في أمسية شعرية وأدبية تكون دافعا للثقافة في المحافظة. من وجهة نظري أن الشعراء الشعبيين ومحبي هذا اللون يتفوقون على نظراءهم المسمون ب(الأكاديميين) أو المتعلمين , وهذا التفوق ليس بسبب أن المحافظة وأهاليها يميلون لهذا الفن , ولكن أرى أن أكبر عائق هو أن نفوذ المشايخ الدينيين لا يساعد الشباب على المضي في هذه الخطوة الغير مسبوقة، فمعظم إجتماعاتهم تكون محاضرة دينية فقط أو ندوة لشباب الكشافة أو ماشابهها . والكلمة لهؤلاء إن كنتم تشكلون عائقا في الطريق فعلى الأقل طالبوا لنا ((بمكتبة)) تكون مرجعا لشباب المحافظة وتدعمهم في بحوثهم العلمية وخصوصا أنهم يملأؤن جامعات المملكة ولله الحمد وهذا أقل واجب تقدمونه لهم. أما المثقفين فبإذن الله سيأتي يوم ويكون لهم حضورا ملموسا في رفعة أسم المحافظة عاليا في كافة النواحي الثقافية. جبال الحشر, جبال طلان ,جبل شهدان دعواتكم لنا بإنشاء مكتبة, وإنعقاد ندوة.