يا أهل الداير!!! من يعلق الجرس؟؟؟ يحكى فيما يحكى من القصص ،أنه كان يعيش في بيت واحد قط مع مجموعة من الفئران ،وكانت العداوة بينهما (وكما هو معروف) تصل إلى حد القتل، فعندما يخرج أحد الفئران ،فإنه إما أن يرجع وقد فاضت روحه إلى بارئها.. وإما أن يعود وقد تلطخ بالدماء.. وإما أن يرجع وإخوته يستقبلونه بالأحضان.. لأنه نجا من براثين القط بأعجوبة(وهذه طبعا لاتحصل إلا نادرا) على كل حال، أرقهم ذالك الشيْ ،وهم هذا الأمر هؤلاء الفئران ،فتشاورا فيما بينهم كيف يوجدون حلا لتلك المشكلة ،وذلك بعد أن فقدوا الكثير من زملائهم وإخوتهم وأحبتهم ،ولكن لابأس إن وجد حل، حتى لو فات الوقت... فاجتمعوا وتحاوروا ،هذا يبدي رأي وذلك ينقضه، وهذا يعطي حلا وذاك يرفضه ،حتى اجتمعوا وتوحدوا واتفقوا على أمر، فقالوا جميعا:- نضع في رقبة القط جرس، حتى إذا تحرك القط عرفنا مكانه، فلا نقترب منه ،ونأخذ الحذر، وتعالت الأصوات مؤيدين وعازمين على ذالك الأمر، ولكن بقيت مشكلة عظيمة!!! ألا وهي ((من يقوم بتعليق ذلك الجرس؟؟)) ولازالت مشكلتهم قائمة لهذه الساعة ،فإنهم جميعا اتفقوا على الفكرة ،وللكن ماتجرؤا على تنفيذها... انتهت الحكاية..... يا أبناء الداير وأنا منكم:- حالنا جميعا -إلا من رحم الله -كحال الفئران مع هذا القط ،وانظروا من حولكم في بعض القضايا، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر... إذا قام فلان(.........)سواء أكان شيخا أو عارفا أو صاحب مال أو صيت،بمسح أرض وأخذها بطريقة أو بأخرى، وهذه الأرض ملك للحق العام ،كلنا بلا شك أبطال شجب واستنكار ورفض، ولكن يبقى من هو الذي سيعلق الجرس ويرفض؟؟ سواء بالتقدم للجهات المختصة ،أو المنع بالقوة... مثال آخر// المزدوج الموجود الآن بشكله الحالي، كلنا نرفض هذه السخرية بالعقول والقيم والتمثيل الطر يقي الفاسد، ولكن من منا تقدم بطلب أو اعتراض على ذالك الوضع أو حتى استنكار إعلامي عن طريق المنتدى أو الصحافة؟؟؟ خذ ياحبيبي مثال ثالث// في بعض الأحايين ،يكون ماطور مشروع الماء خربان، وينقطع الماء بالأسابيع ،ولكن لاتجد من يتحرك على الرغم من الإنكار الجماعي، بل نكتفي جميعا بالدعاء على من كان السبب في ذلك ،وكأننا نطالب بشيء لانستحقه، أو كأننا نريد المستحيل ،والأمر كله لا يتجاوز ورقة وقلم، وواحد يهب للجهة المختصة، وبعض المتابعة وانتهى الموضوع... خذ مثالا أخيرا وليس آخرا// مسألة المجهولين والقاطنين بيننا، وكأنهم لاجئين سياسيين ،أو بعض أفراد السفارة، صاحب أي ((عقل سليم)) -وأنا أكرر على صاحب العقل السليم- لاينكر أبدا مسألة خطورة وجودهم بيننا، سواء من ناحية أمنية أو اجتماعية، وأرجوكم دعونا بعيدين عن العواطف والكلام الفاضي، وأنا هنا لا أطالب بقطع أرزاقهم، ولكن أطالب باحترام دخولهم بشكل صحيح ،وإقامتهم بصورة لا تحتمل الخطأ، ولكن من هو الذي سيبذل شيئا من وقته، لتقديم معروض على أمير المنطقة يدا بيد، رأس برأس، وسيدي أمير المنطقة أبوابه مفتوحة، ويعرض عليه المشكلة، ويشرح الموضوع كاملا، ويبين له خطرهم الأمني، فبإذن الله سيجد التجاوب سريعا، ولكن يبقى السؤال المهم: من هو الذي سيعلق الجرس؟؟ يقول أبو تميم: عشت سبع سنوات خارج بني مالك، وكانت أجاور قبائل كلهم جاهز لوضع الجرس، ويخاطبون شخصيا أكبر قيادة في المنطقة، سواء أكانت قيادة سياسية أو عسكرية أو صحية أو بيئية أو غيرها... ويجدون التجاوب السريع، لأنهم يملكون مالا نملك من التكاتف، والدخول على المسئول، من غير تأخر، أو تواكل، فمتى نصل إلى ما وصلوا إليه؟؟؟ أتمنى أن تكون الفكرة وصلت، وأن وفقت لبيانها وشرحها، فلعلي أشارك بمقالي، وإن كنت لم أعمل بجسدي، ولكن رب كلمة حركت جيوش قبائل... خاتمة:: سألوا فرعون، كيف استعبدت بني إسرائيل؟؟ فقال: قلت لهم: أنا ربكم الأعلى ، وما وجدت من يعارضني، فلأجل ذلك استعبدتهم....