عندما اجتمعت الفئران وشخصت ان مشكلة انتصار القط عليها هو ناتج عن عدم وجود إنذار مبكر لها. تدارست الفئران الموضوع وقررت إنها بحاجة إلى جرس إنذار يعلق فوق رقبة القط، فتسمعه الفئران كلما تحرك. وتم شراء الجرس، وتجهيز الجرس، واختبار قدرة ذلك الجرس ولم يعد باقيا سوى تعليق الجرس في رقبة القط. وتسير القصة لتقول ان الفئران حتى اليوم لم تستطع ان تحسم موضوع من يعلق الجرس. وهكذا تستمر الفئران في حياة تحت طائلة التهديد بقفزة قط على رقبة فأر في اي حين واي مكان. وقد اجتمعت في الواقع فئران الكتب وفئران التنمية في لقاء ساخن وكنت هناك. فأنا من المجموعتين، فمنذ طفولتي كنت فأر كتب يحب القراءة حتى حدود الوقوع في حالة التنويم المغناطيسي الكامل، وكبرت فصرت فأر تنمية يواجه كل مشكلات الذين يحاولون تحقيق التغيير فيساء فهمهم. كان اللقاء لنناقش اليوم الشكل مجتمع المعرفة الذي يحب اليمنيين الدخول فيه هذا القرن. وسار النقاش كحالة تجمع مثل هذا في كل اتجاه عدا تشخيص مجتمع المعرفة المطلوب. ربما كانت الأسئلة هي السبب، وربما كانت بعض عادات النقاش التي تطورت اخيرا مع اهل اليمن، هي سبب آخر. كانوا يشرحون اسباب عدم وجود مجتمع معرفة وصعوبة ذلك الوجود وكان النقاش يسير في ذلك الاتجاه رغم ان احدا لم يضع السؤال ابدا الذي يقومون بالاجابة عنه. ذكرني ذلك بسكان القرية الذين كانوا جزءاً من عينة بحث الدكتوراه عندما كنت أنهي دراستي المرتبطة بالاعلام والتنمية. فعند السؤال عن مستوى الدخل لكل واحد منهم كانوا جميعا يتحدثون عن عدم وجود مصدر دخل لهم وعن الفقر المدقع الذي يعيشونه.لكنني عندما غيرت صيغة السؤال لأحاول معرفة كم يصرفون فأصل بذلك الى معرفة مصادر دخلهم وحجمها، كان هناك كم كبير من التكاليف التي يصرفونها وكانت هناك مواقع دخل هي التي تعطيهم القدرة على تغطية تلك التكاليف. مجتمع المعرفة: يمثل التقرير الذي صدر عام 2009 عن مجتمع المعرفة بداية لمشروع طويل من الشراكة بين مؤسسة آل راشد بن مكتوب ومنظمة الأممالمتحدة في برنامجها الإنمائي. ويمثل التقرير الذي يجرى التحضير له تقريرا ثانيا اكثر دقة وتشخيصا للواقع. تقوم زميلة لي بتنفيذ البحث الميداني لهذه الدراسة، بشأن حالة اليمن. وكان هذا اللقاء هو بداية سلسلة من اللقاءات المشابهة التي من شأنها بلورة خطة واضحة للكيفية التي سيكون عليها البحث. وبرغم الكلام المعتاد من نظام جلد الذات وبث حالة الاحباط العام في مفاصل كل الحاضرين فقد كانت هناك محاولات جادة للتفكير في تصور يخرج الناس من مواصلة التخبط في الماضي الى الدخول الاختياري والحر في عالم كوني صغير ينتج المعرفة ولا يتوقف عند حدود استهلاكها. [email protected]