كتب جان دي لافونتين وهو كاتب القصص الفرنسي الشهير في القرن الخامس عشر الميلادي حكاية بعنوان يشابه العنوان أعلاه، ولوهلة شعرت أن مشكلتنا تكمن في هذه الحكاية، يُحكى أن قطة كانت مجرمة وقاتلة، فتكت طويلاُ بمجتمع الفئران حتى كاد أن يقضى عليها كلها، عندئذ قرر كبار الفئران أو عقلاؤهم عقد اجتماع قمة للتشاور، وأثناء الاجتماع كثر الهرج والمرج وكثرت الخطابات الرنانة منها والركيكة، حتى كانت اللحظة التي قال فيها أحدهم إنه لا يمكن التخلص من القط سوى بتعليق جرس على رقبته، وحينها عندما يتحرك القط سوف يُسمع الجرس فتهرب الفئران، فسأل فأر آخر: ولكن من يعلق الجرس؟ فأجابت الفئران بصوت واحد إن الاقتراب من القط أمر صعب؛ لشراسته وقوة مخالبه مع أن حل الجرس رائع جداً، فقال قط حكيم: إن الذي يستطيع أن يربط الجرس لابد أن يكون ذكيا وسريعا جداً، واشتعلت القمة في صخب السؤال من هو الأسرع؟ ومن هو الأذكى؟ ومن يجب عليه تعليق الجرس؟ تحدثوا طويلاً ثم انفض الاجتماع دون أن يصلوا إلى نتيجة. كتب لافونتين حكايته تلك وهو يصف العصر الذي عاش فيه، أي عصر النهضة وهو عصر انتقال أوروبا من القرون الوسطى إلى العصور الحديثة، حيث يكثر الحديث عن الحلول وتختفي أدوات الفعل، وهكذا نحن الكائنات البشرية في العالم الثالث في عصر نهضتنا الحالية نحذو حذوهم.. نعم حذو القذة بالقذة.