الأميرة عادلة في (ظل العين) تطربني بعض المبادرات الإنسانية اللافتة، ومن ذاك أن سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز قضت خمسة أيام كاملة في ضيافة قطاع المرأة الجازانية. وهنا لا تذهبوا إلى وقع الزيارة على الأميرة، بل إلى تأثيرها على المضيف. أحياناً نشعر بالرغبة الدفينة أن يشعرنا غيرنا بالاهتمام ولو أن الأميرة عادلة ذهبت إلى الدمام أو جدة لربما لم نتحدث عن جانب إنساني في هذه الزيارة. خمسة أيام لم تترك فيها الأميرة ناحية جغرافية إلا كانت فيها من سواحل جزيرة فرسان حتى قمم فيفا الباردة. لب الزيارة كانت لرعاية وحضور تخريج دفعة طلابية من طالبات جامعة جازان وأتمنى أن تكون الأميرة قد قطفت ثمار زيارة والدها التاريخية في هذه الجامعة بالتحديد وهي تدخل إلى الفصول الطلابية للفتاة في الطب والصيدلة والأسنان والعلوم الطبية والهندسة والحاسب وتخصصات الإدارة المختلفة. قبل ثلاث سنوات فقط كان حلم الفتاة في كل منطقة جازان أن تحصل على فرصة الدراسة عبر الانتساب في مجرد أربعة تخصصات نظرية لكلية تربية يتيمة. اليوم، لا تقف جامعة جازان كأكبر رافد اقتصادي يبث ما يزيد عن المليار ريال في شريان المنطقة الاقتصادي، بل كإحدى الجامعات النوعية التطبيقية القادمة إلى كتلة الجسد الجامعي بكل الهدوء، وبكل التميز، وربما كان من حسن حظها أنها بدأت بتشكيل هيكلها الأكاديمي وإنتاج كلياتها تقريباً من نقطة الصفر دون أحمال قديمة مسبقة تستلزم الحذف والدمج والتعديل بكل ما لهذه الخطوة من تبعات وحروب كلامية مفتعلة ومكلفة. أكتب اليوم عطفاً على رسالة بريدية من طالبة جازانية تقول في رسالتها: فوجئت في فصلي الدراسي بالأميرة تطلب مني أن تجلس بالكرسي طالبة معنا طوال المحاضرة. وللأمانة فلن أخفي شعوري الطويل من قبل بأننا هنا وخصوصاً في القطاع النسائي نقبع في منطقة اعتادت أن تكون في – ظل العين – للأسف الشديد وهنا يصعب أن أصف مشاعري في الجلوس ساعة كاملة بجوار أميرة. كنت في مسرح الخيال أحدث نفسي من قبل عن المظهر والكبرياء وحرائر الملبوس الذي اعتاده – علية – المجتمع فإذا بالأميرة أبسط من كل ما نتصور. كانت أكثر تواضعاً واتصالاً ومباشرة حتى من بعض أولياء أمور الطالبات من أمهات الأثرياء اللاواتي يأتين إلينا أحياناً وكأننا في سهرة أزياء استعراضية. وفي القاعة المجاورة لطالبات كلية الطب كانت تقاسيم وجهها مثل من يستقبل مولوداً بعد محاولات اليأس ولك أن تتخيل فرحته، ولهذا، أخي علي، أطلب منك أن تكون رسالتي هذه مقطعاً إلى الأميرة لا لكي تقرأها فحسب، بل كي تعود مرة أخرى إلى – ظل العين – في زيارة قادمة. نود أن نشعر بالاهتمام وأن نكرر الفرحة. علي سعد الموسى - جريدة الوطن