بسم الله الرحمن الرحيم يعشق كثير من الناس السفر والترحال وذلك من أجل الإطلاع على ماهو جدير وغريب لذا فإني أحب أخي القارئ أن آخذك معي في رحلة من أعجب الرحلات إلى عالم آخر من البشر يعيشون في بلاء وضنك . ضاقت صدورهم وامتلأت قلوبهم بالهموم والغموم .. وأصبحت حياتهم جحيم وأصبحت السعادة لا تجد إلى قلوبهم طريقاً ولا تسمع منهم إلى الزفرات تلو الزفرات . تراهم في هم وغم وتفكير وتدبير ولا يهدأ لهم بال ولا يرتاح لهم حال . هم في كربِ وضيق لا يهنؤن بعيش ولا يتلذذون بطعام .. أسودت الدنيا في وجوههم , وضاقت بهم وهاد الأرض فأصبحت كمنسم إبرة ... أصبح المرض لهم صاحبا والهم جليساً إذا تذكر أحدهم أخاه من أمه وأبيه زاد همه وكربه وإذا تذكر جاره وصديقه زفر صدره وقلبه .. قد تتسألون هل هم في أرض حروب وكروب أقول لكم كلا بل هم في أرض أمن وأمان !!؟ قد تقولون ربما هم في بلاء ووباء ومرض أقول لكم كلاهم في صحة وعافية ورغد عيش !!؟ أزيدكم من الشعر بيت ............... ! إن أحسنت إلى أحدهم الدهر كله لا يرى في ذلك إحساناً , إن أهديت إلى أحدهم هدية لا يقبلها وإن سلمت على أحدهم لا يرد السلام وإن ابتسمت لأحدهم ظن أنك تخادعه ..!؟ إنهم أناس حرموا أنفسهم لذة الحياة وطعم السعادة وذلك بما أكنوه في قلوبهم من الحقد والغل والحسد .. لذا فلن تتوقف الحياة من أجلهم إنما أهلكوا أنفسهم وقطعوا قلوبهم حسرة وكمداً . { محطة وقوف } قف أيها الحاسد فأمامك محطة وقوف لكي تتذكر أنك قتلت السعادة في قلبك فلا أنت نلت مرادك من المحسود ولا أنت سلم لك قلبك ودينك ولا المحسود هو دارٍ عنك ...... ولله در الشاعر حين قال : لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله هنا تتوقف الرحلة وإلى موعد آخر مع رحلة أخرى . الكاتب / إبن آل نباته .