كثر الكلام والجدل عن رحيل النجم الدولي أسامة هوساوي لاعب المنتخب السعودي وفريق الهلال وإن كانت وجهة الهوساوي غير واضحة المعالم ولم تتضح بعد إن كانت وجهته خارجية في الدوري الفرنسي كما يشاع أو محلية لفريق آخر غير الهلال، فقد تحدث الكثيرون عن ملف رحيل أسامة هوساوي وكل يفتي في الموضوع باجتهاده لدرجة أن البعض جعل من رحيل اللاعب عن فريقه واحترافه أوروبيا ما يعرف ب ( الكبري ) وكأن اللاعب مثل غيره من أنصاف اللاعبين الذين انتقلوا لأندية أخرى بعملية الكبري أو النفق ليترك فريقا كبيرا وزعيما ويوقع لناد آخر . إن اللاعب الخلوق والنجم الكبير أسامة هوساوي كان عاقلا وواقعيا وهو يختار الهلال عندما كان نجما متألقا في صفوف فريق الوحدة والمنتخب السعودي، والهلاليون أنفسهم على يقين بأن اللاعب سيكون أكثر تعقلا وواقعية عندما يفكر في ترك الهلال، فلاعب بهذا الحجم والقيمة الفنية لا يمكنه أن يهدم ما بناه في خمسة مواسم بقرار عاطفي. إن النجم أسامة هوساوي حريص على مستقبله ومستقبل من يعول، لذلك من حقه البحث عن العقد الأفضل سواء كان هذا العقد من ناد محلي أو خارجي ، لكن يجب على أسامة هوساوي التفكير بعمق قبل اتخاذ القرار النهائي خاصة أن أمامه الفرصة كاملة للتفكير. يجب على العملاق أسامة هوساوي أن يضع أمامه عدة تساؤلات يبحث فيها عن إجابة شافية بعيدا عن العواطف ومن أهم تلك التساؤلات : ماذا سيقدم مع فريقه الجديد ؟ وهل سيجد فرصة المشاركة فيها كلاعب أساس ؟ وهل سيكون فريقه المقبل من فرق البطولات التي تحتفل موسميا ببطولة أو أكثر ؟ وهل أسامة هوساوي قادر على التكييف والارتياح نفسيا في فريق المستقبل ؟ وهل أسامة هوساوي واثق من النجاح في فريق آخر غير الهلال ؟ وهل ستساعده الظروف في البروز والتألق كما هو في الهلال ؟ إن أسامة هوساوي مطالب بأن يكون أكثر واقعية وهو يجيب عن تلك التساؤلات كي لا يقع في فخ العاطفة خاصة أن تكفير الرجل ليس ماديا بالدرجة الأولى، حيث أكد في أكثر من مناسبة أنه يحلم بخوض تجربة الاحتراف الخارجي وهو لاعب من الناحية الفنية والعقلية مرشح لأن يكون سفيرا فوق العادة للاعبي كرة القدم السعودية والخليجية في أوروبا وإن ساعدته الظروف على الوصول لمسابقات كرة القدم الأوروبية فسيكون واحدا من أبرز اللاعبين الذين سبقوه في مجال الاحتراف الخارجي، فهو لاعب متكامل يجمع بين الثقافة والفكر الكروي والمستوى المتجدد والخلق الرفيع، وتلك العوامل هي ما يحتاجها أي لاعب يفكر في الاحتراف الخارجي. إن أسامة هوساوي عمود فقري للمنتخب السعودي، وفريق الهلال وعندما تتطلب مصلحته الرحيل فعلى الهلاليين المساهمة في ذلك خاصة عندما يريد الاحتراف خارجيا. قبل الوداع .. ليعلم أسامة هوساوي قبل غيره أن مسيرة الهلال مع الإنجازات والبطولات لن تتوقف برحيله، فقد رحلت عن الهلال أساطير كروية منهم على سبيل المثال لا الحصر مبارك العبد الكريم وسلطان مناحي وصالح النعيمة ويوسف الثنيان وسامي الجابر وغيرهم الكثيرون ومازالت رحلة الهلال البطولية مستمرة ولن تتوقف لذلك ليس من المعقول أن يتغلغل الذعر والخوف في نفوس الجماهير الهلالية، فالهلال بطل قبل أن يأتيه أسامة واستمر بطلا وأسامة يلعب معه وسيستمر بطلا بعد رحيل أسامة. خاطرة الوداع .. وصيتي لك أن تتقي الله في رعيتك فهم أمانة في عنقك.