تصوير - محمد الأهدل : هناك في شرم أبحر.. ووسط أجواء ليلية جميلة .. اجتمعت مجموعة من الآباء في أحاديث وذكريات لا تنسى.. الكل يتحدث.. والجميع يسمع .. (البلاد) اقتربت من البعض منهم لتعرف أهم ما يشغل جيل الآباء في وقتنا الحاضر وبالذات في عروس البحر الأحمر جدة .. حاولت أن أقتنص هذا التجمع الجميل وهو يتحدث تقريباً كل ثلاثة أشهر لأعرف ماذا في جعبة آبائنا المحترمين وما يشغل اهتماماتهم في الوقت الحاضر.. وكانت هذه الحوارات غير المرتبة •• البداية كانت مع الدكتور زهير أحمد السباعي نجل الأديب السعودي اللامع "يرحمه الله" أحمد السباعي وهو من المهتمين بالعمل في مجال التدريب الصحي وتأهيل الشباب للعمل في المجال الصحي "كفنيين" وهو عضو مجلس الشورى السابق وسألته عن أحاديث المجالس في جدة فقال بهدوئه المعتاد الناس في جدة تتطلَّع إلى تطوير مشاريع أمانة جدة.. وأنا أرى أن هناك جهوداً تُبذل في هذا المجال لا يمكن أن يُنكرها إنسان، ولكن قد تكون تطلعات الناس أكثر مما يحدث الآن في جدة، ولكن أمانة مدينة جدة هي جزء من شؤون المملكة ككل - ونحن- في المملكة حقيقة حققنا طفرات في خلال الخمسين سنة الأخيرة نفخر بها جميعاً ويشعر بها كل مواطن. وأضاف الدكتور زهير السباعي: أهم شيء أهتم أنا به شخصياً هو الرعاية الصحية.. ولا شك أن الرعاية الصحية فيها جهود تبذل ومن العدل بمكان أن نُشير إلى ذلك بكل تقدير وفي اعتقادي أن مشروع الضمان الصحي التعاوني هو شيء أفضل من لا شيء.. ولا شك أن به عقبات.. والعقبات بعضها من شركات التأمين وبعضها من أصحاب العمل وبعض من شؤوننا العامة ولكنه أفضل من لا شيء. ولا أعتقد أن التأمين الصحي إذا رسى على قواعد سليمة وجيدة هو الحل الأمثل فيما أرى للرعاية الصحية. نحتاج إلى ماء عذب •• الفنان التشكيلي عيسى عنقاوي تحدَّث عن أحاديث المجالس في جدة وقال: الناس في جدة تهتم بأن يصلها "الماء العذب" وأن تشرب ماءً عذباً عن طريق الشبكة .. والمياه التي تأتي الآن في الشبكة (ملوثة) وهي تأتي (مرة في الشهر) وإذا ذهبت إلى (شراء وايت) تجلس 12 ساعة حتى يحضر وايت الماء فقد اتصلت بهم الساعة الخامسة قبل المغرب جاءني الوايت في آذان الفجر - الساعة السادسة صباحاً جلست (12) ساعة ليحضر إليَّ الوايت وأيضاً جدة تُعاني من مياه المجاري والحفر الموجودة في الشوارع والازدحام المروري الواضح في جميع الشوارع والتقاطعات والميادين وهو زحام (بدون توعية) ولا توجد الرقابة المرورية الكافية.. وأيضاً لا يوجد نوع من التوعية المرورية، والأسعار في أسواق جدة (مرتفعة جداً) ولا توجد أية رقابة لوزارة التجارة وأصبحت الحياة اليومية صعبة فهذه (حفرة) في الشارع تخاف أن تقع فيها - وهذا - شاب يسقط عليك والمرور لا يوجد والوقوف الممل (في الإشارة المرورية) أو في التقاطعات والتوصيلات التي توصل مياه التحلية للمنازل (مهترئة) و(مصدية) ومياه التحلية لا تصل إلى بعض الأماكن إلا كل شهر (مرة) وأخشى ما أخشاه أن تدخل (مياه المجاري) مع مياه الشرب (وربنا يستر) وأنا الآن مشغول بالأشياء الاجتماعية فأنا أعمل الآن أمين عام الجمعية الخيرية لرعاية الأسر المنتجة وهي تُقدم تأهيلاً وتدريباً للأسر الفقيرة إلى سوق العمل ويشرف عليها الأمير عمرو الفيصل ونحن نُدرب الفقراء والمساكين للتأهيل بالعمل في سوق العمل ونُعلمهم مهن والفئة التي نهتم بها هم (الفقراء والمساكين). ارتفاع الأسهم بشكل جنوني •• أما الأستاذ جميل مرزا رجل الأعمال المعروف فقال : إن المجالس في جدة مشغولة بارتفاع قيمة الأسهم بشكل جنوني والمبالغ وصلت إلى عشرين مليار ريال وأنا توقعت حدوث كارثة وعليك أن تنظر إلى المؤشر الذي ينزل باستمرار وقد حدثت فعلاً الكارثة ومن يتضرر من ذلك هم صغار المساهمين وصغار (المشترين) ويجب أن يحدث تدخلاً سريعاً من هيئة سوق المال لإعادة الانضباط إلى السوق لكي يتحدد من يشتري ومن يبيع .. ومطلوب أن يقل المعروض حتى تزيد الأسعار (لأن الموضوع عرض وطلب) وهذا يشغل الناس في أوساط جدة. العنوسة مشكلة كبرى •• الأستاذ الجامعي دكتور محمود حسن زيني أستاذ الأدب والنقد بجامعة أم القرى قال الناس مشغولة بأشياء كثيرة ومنها (عقود الأنكحة) لأنني أعقد بعض عقود الأنكحة والزواج في بلادنا أنواع (هناك زواج مسيار) و(زواج متعة) وهناك (زواج صيفي) و(زواج شتوي) والناس مشغولين بأنواع هذه الزواجات وهذه الظاهرة بدأت تظهر في المجتمع بسبب كثرة العنوسة في البلد وكثرة تسيب الشباب وخروجهم وابتعادهم عن تحمل المسؤولية فلابد أن نجتمع ونوفق بين هذه الحالات والحقيقة البيوت ممتلئة ببنات تصل أعمارهن إلى الخمسين (هناك عنوسة حقيقية) أليس من حق هؤلاء النسوة أن نفكر في مصيرهن ومستقبلهن ماهي العقبات، لماذا هذه العراقيل أمام زواج هؤلاء (البنات). وأقترح في هذا المجال أن يتفهم المجتمع هذا الأمر وأن يتفهم الوالدين هذا الأمر بروية وبصيرة .. فهذه الأم تحتاج زوجاً لابنتها (عنده أموال وأسهم) وضاعت البنت في مقابل ذلك فنحن نريد الاتفاق على حل لهذه المشكلة وغلاء المهور يعتبر مسألة بسيطة.. بالنسبة للتقاليد المعمول بها في الزواج فهناك (عرف عجيب) يُعمل به في هذا المجال وأقترح أن تساعد الدولة الشباب لمساعدته على الزواج والعنوسة مشكلة كبيرة في بيوتنا ومطلوب (حافز زواج) لحل مشكلة العنوسة فالعنوسة خطر يتهدد البيوت ولا يوجد بيتاً (خالياً من العنوسة) أين ذهب هؤلاء الشباب. لدينا (270) الف خريج من الجامعات لم يتزوجوا ولم يحصلوا على وظيفة.. أهم شيء عند الخريج أن يحصل على (زوجة) لكن الحقيقة لا زوجة ولا وظيفة ولا سكن، قطعاً يجب أن ننظر بعين الرحمة لهؤلاء واختتم حديثه قائلاً "الصراحة مطلوبة". أسعار المدارس الخاصة •• أما الأستاذ عمر سراج فيتحدث عن حديث المجالس في جدة ويقول: أحاديث الناس تدور عن الحفر في البلد والازدحام المروري (غير المنظم) وأسعار المدارس الخاصة التي رفعت الأسعار على الناس ولم يعطوا المدرسين أي مميزات .. والباقي كله .. حول الزواجات والبشكات والزملاء القدامى في مراحل الدراسة الأولى ومن توفاهم الله وكيف نكرم الأحياء منهم. اسم على مسمى •• أما المستشار أحمد الحمدان: أحاديث الناس في جدة تدور عن "العشوائيات" ويتحدثون عن "عودة الأسهم إلى هذا السباق المحموم" ويتحدثون عن برنامج "نطاقات" الذي أصدرته وزارة العمل ويتحدثون عن الزحمة في جدة كما يتحدثون عن "كثرة التسول في جدة" وقال لي المستشار أحمد الحمدان اهتمامات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اهتماماته أن يرى جدة اسم على مسمى (عروس البحر الأحمر) والعروس لا تكون بهذا الشكل (فيها نتواءات) وكلها (حفر) ولا يوجد أحد يجلد الذات إلا أهل جدة أنفسهم فهم يتحدثون (جدة خربانة) و(جدة غير نظيفة) وإذا كان كل واحد في جدة يحتاج إلى إنسان يُتابعه لأنك ترمي السيجارة والنفايات في الشارع ، اذهب إلى الكورنيش (صباح السبت) لو تصورنا أن كل (إنسان يضع الزبالة) في كيس تكون النتيجة شاطئ نظيف.. هذه كانت أبرز أحاديث الناس في جدة خلال هذا الأسبوع.