أصبحت ازمة المياه في الطائف حديث المجالس ووصفها البعض بانها لم تمر عليهم منذ شهور طويلة، مشيرين إلى أنهم تناسوا غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة، ولم يعد لديهم من هم يومي سوى البحث عن الماء الذي لا غنى عنه لأي كائن. “المدينة” قامت أمس بجولة في اشياب الشرفية شمال الطائف حيث كانت الوايتات تقف في انتظار الماء والناس حولها عاجزين عن ايجاد حلول للتغلب على هذه الازمة. المواطن هجاد الزهراني وجدناه يقف تحت حرارة الشمس منذ اربع ساعات رغم سنوات عمره التي تجاوزت الستين على أمل الحصول على وايت ماء، وهو يقول: مضى على وقوفي هنا اكثر من اربع ساعات انتظر ان ياتي دوري واحصل على وايت ماء ولكن الى الان لم يحصل شيء، وانا كما ترى لست قادرا على الوقوف لساعات طوال او ان ازاحم الناس، وهذه الأزمة لم تمر علينا من قبل سواء من حيث بطء ضخ الماء او إنعدامه تماما، ونحن لا نعرف ماذا يحدث من حولنا، حيث نتجمع هنا وتدور الاحاديث والاقاويل وكأننا نستمع لحكاوي زمان. مطلق هلال البقمي قال: انا من سكان الحلقة وبالتالى هذا الشيب هو الوحيد هنا الذي يمد الحلقة وحي الشرفية بالماء ونتيجة لقلة المياه وكثرة الطلب تجد الزحام والتجمهر اذ ان الجميع يسعى للحصول على وايت ماء ولكن دون فائدة تذكر اذ انك عند حصولك على الماء ستنتظر اياما اخرى فى سبيل اخذ وايت اخر. وأفاد تركي الجعيد ان الازمة امتدت لجميع ضواحي الطائف وكانها مرض معدٍ انتشر بسرعة دون وجود علاج له، ونحن نحصل على ارقام تتجاوز المائة وننتظر اكثر من اربع الى خمس ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة والبعض ياتي منذ الصباح الباكر حتى لا يتاخر في الانتظار ولكن اصحاب الاعمال والموظفين كيف لهم أن يتركوا اعمالهم، خاصة وأن الأزمة قد تمتد لاسابيع أو شهور مقبلة. أما عبدالله الغامدي فيتساءل: لو كان هنالك منزل مسؤول هنا هل سينقطع الماء او يتاخر عنه ؟، ويجيب “على العكس تماما ستصله المياه دون انقطاع”، اما نحن فكما تشاهدون نقف في طوابير أشبه بطوابير البنوك، وكلنا أمل في الإسراع بإيجاد حلول لهذه الازمة قبل الصيف لإنقاذ الموسم السياحي.