في هامش صباح مفارق على سطح المطر الداني كقبلة على خد النهر أودعك رموشاً متعطرة وحياتي التي إلى انتهاء تحكمني الأحلام الضئيلة غداً لن يتبقى شيء بين يدي غداً سأكون متنكرة بأحكام الآخرين ونواياهم كن حليماً مع الأشجار الضاحكة بصمت تباطأ وأنت تمشي بصحبتها وأنت معها تباطأ إذ أكون هناك أودعك رموشاً متعطرة وأساور وعيداً آخر لا تبلغه أحزان الناس ومواقيت انسحابهم من الجذور الخاسرة كن بي بل كن انتظاري الممتلئ بنجوم صغيرة تحفر ضوءها على سيقان العتمة المرتجفة في كل صباح أحمل ورودي وكل ما قُرأ عليها أحمل فراشاتي النائمة أشم الهواء النقي على أجنحتها كيف تغني الفراشات على رؤوس الأزهار ؟ كيف ينبلج منها الضياء وكيف تختفي عندما ترعبها أصوات النار ؟ إنها تحترق أجنحة الأرض حدائق الريحان تغلي وأنا في غرفتي أفتحُ كلمات الورد طازجة وأحتمي بكتب تفرح وأنت مقبل عليها تمدّ ذراعيها لك تزفك إلى ساحاتها المتبرعمة نهراً إثر نهر وجسراً يتقرب لجسر قلبي يقرأ عليك وصاياه يلحّ عليّ أن أقرأ عليك وصاياه فابتدئ في مناداته ابتدئ في الوعد الوعد الذي يملّس شعري ويمدح ثوبي يحضن دنياي الوحيدة ويشتري لي خاتماً مرصعاً بالحب أنت قريب أمشي في طيفك وأرمي بالخوف كيف وجدتني وكنتُ سرّ البحر الحديث الصامت لقواقعه المجبولة بالغموض صوت الأسماك المتشردة بالماء ؟ كيف وجدتني في نقطة بيضاء واسعة وميّزتني بلا ظل ولا أسرار ولا بطولة مُمجَّدة ؟ وفاء العمير