شاعرنا اليوم هو مرزوق بن الدعيس المورقي من "المورقة" من عتيبة شاعر قديم يظهر أن حياته لم تمتد إلى منتصف القرن الماضي، وهو شاعر تعود أن يضع بصمته على قصيدته كعلامة مميزة لها خوفا عليها من السرقة والانتحال، ليؤكد بذلك على حقوق الملكية الفكرية. وبحسب ما وصلنا من روايات فقد حدث جدل حول عدد من نصوص الشاعر بسبب تشابه بعض أبياتها مع بعض أبيات الشعراء، وللمورقي قصيدة مشهورة يرويها عنه أبناء قبيلته وكل قبائل المنطقة إلا أن الباحث الدكتور محمد بن راضي الحسيني يتأسف من وجود من ينسبها لآخرين أو يأخذ بعض أبياتها فيدخلها جهلا في قصيدة أخرى تتفق معها رويا وبحرا، القصيدة قالها الشاعر أسفا على الرحيل من أحد أودية الحجاز- حيث النخل – والعودة إلى دياره حيث الإقامة الدائمة، أسفا على الحبيبة التي تعلق بها فأصبح يلهج بها مكنيا عن اسمها, ويصب جام غضبه على الجمّال الذي يقود القافلة وينادي بسرعة الرحيل ، ويظهر أن قلب شاعرنا لم يستعد لهذا الرحيل المر، يقول: شدوا هل الشرق يبون العذا يا ترف الاقدام من ديرة (ن) ما جفتهم مير ذاربها الحمامي دنو جماميلهم والركب نادو له بالاولام يا ليتني حاكم الحيان وآمر بالمقامي قلت أوقفوا لي باوادع قال خل العلم قدّام الله لا يرحم الجمّال ملعون الرسامي يا مل قلب (ن) على اللاما يحن ويرزم ارزام ارزام طرش (ن) طلوع سهيل يوم القاض حامي يا من سميّه يجي بين الليال وبين الأيام اقفاية الليل واقبال النهار من الاسامي والاسم الآخر يذكّر في المدينة بندر الشام ما بين جده ومكه ما يذكّر في المضامي يقوله المورقي زمان يشحى ديرة ( اغلام ) الديرة اللي عساها للحيا في كل عامي وذهب محمد بن راضي إلى أن هذه القصيدة تخلط مع قصيدة للشاعر حمود البويتع من بني عمرو من حرب، والتي قالها الأخير عندما رأى زوجته التي طمحت عند أهلها، فلما رآها مصادفة تحركت عنده لواعج الشوق، فقال: سلام سلام يا جرّة قدم ثلاب سلام سلام لو كان جرّة ما تردين السلامي قلته وأنا يعلم الله طالب القفرة من العام واليوم لا شافني يجفل تقول اني حرامي يا ليت أنا وأنت يا ثلاب لاما لو مية عام يا لو مية عام أنا وانت يا ثلاب لامي ويا ليت أنا وانت يا ثلاب دايم صف واليام حتى ان في القبر عظمتكم تخالطها عظامي ولن كنت شايم فانا مثلك ترى شايم وزوّام خلك جبل عوف وأنا خلّني بحر الظلامي وهناك أبيات أيضا تخلط جهلا معها وإن اختلف روي العجز، وهي لفتاه تحب شخصا من قبيلة معادية فتتمنى أن تغزوهم القبيلة المعادية وتصيب وتقتل أفراد قبيلتها، وعلى رأسهم والدها الذي يظهر أن له الدور الكبير في منع تزويجها بمن تحب، تقول: يا ليت جملة دبشنا ياخذه شملول عتبان شملول عتبان يقداهم على الراي الزلامي عطوا به ايمن ذره مستجنبين اطراف دخنان الملح له وندقه والطرح في الصبيان حامي وفزعة عربنا ثلاثه واربعه واثنين ورعان واليا الدبش حايل ن دونه يجي تسعين رامي أول ندبها بساق العود واليا العظم شذّان والياه ينظر بعينه في شعاثير العظامي وترك الشاعر مرزوق بن الدعيس الموروق عدد من النصوص الشعرية من بينها قصيدة أخرى يرويها هذه المرة الباحث علي بن راضي الحسيني والذي يعد كذلك من الرواة المتميزين في الحجاز إضافة إلى كونه شاعرا ولديه رصيده اللافت بين الشعراء رغم زهده الواضح في الحضور الإعلامي. ونعود إلى قصيدة المورقي، وهي كسابقاتها حيث يضع الشاعر ميسمه عليها منذ المطلع، وفي هذه القصيدة يصب جام غضبه على شيخ قبيلة الحبيبة الذي أمر بالرحيل، فيدعو عليه بالويل والثبور، وتتميّز القصيدة بذكر عدد من الأماكن، يقول: يقول المورقي في راس ملموم ( القذالا ) واق مويق ن بين (حاذه) و ( المحاني ) في ( المجاديرا) غويت ان كان ما حطيت لي كتب (ن) من اللصاق ابي كتب ن تثبتني عقب ثلاب لا أطيرا عسى شيخ (ن) حدر به ينحدر في جمة (ن) مغراق وياخذ دور لا جاته ورود ولا حداديرا واليا منّه طلع وانه سلم اقيع عظم الساق من الركبه اليا حد القدم غاد (ن) شعاثيرا اليا شدو يحطونه على وسق اشقر (ن) صعفاق يصف ايداه للمشى وياخذها مغاويرا وسوف يكون حديثنا القادم بعون الله مع شاعر لم نعثر سوى على نزر يسير من نصوصه الشعرية، إلا أن أبياته التي تركها تكشف عن جزالة وتميز حفية بأن يشار إليها. [email protected]