يوم أمس كان يوم الحزن في نفوس كل من أرتشف من كرم سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله). ودع العالم سلطان وهم يزرفون الدمع على رحيله.. وودع العالم رجل عرف عنه كل صفات القائد والدبلوماسية وسفير الانسانية وصاحب كلمة الحق في كل الشؤون.. يوم أمس ودع العالم قائد عسكري أتصف بكل صفات الفروسية والشهامة والعفو عند المقدرة.. يوم أمس بكت كل الأنفس التي كانت تتوق الى عودته.. فعاد الخبر الحزين.. وما أشده من حزن.. ولوعة وفراق. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان.. الانسان قبل القائد، والدبلوماسي قبل القيادي، والسفير لبلده في كل المحافل، والإعلامي الفذ، والعقلية المفكرة الواعية، والانسان الحريص على وطنه، والطامع في أن يكون الوطن في أول الركب ولا يرضى بغير ذلك بديلاً.. والحريص على أبناءه في حلهم وترحالهم، متفقداً إياهم وسائلاً عن كل ما يواجهونه من مصاعب، ناصحاً لهم في التمسك بمخافة الله وكتابه الكريم والعمل بما يرضيه ويرضي وطنهم وأسرهم، وكان دائماً ما يحرص في كلامه التأكيد على أنهم يأتون من وطن كريم وأنهم سفراء لدولة عظيمة حباها الله بكل ما هو جميل من دين وقيادة وشعب. سلطان أول السباقين في التوجيه بإغاثة من أصابته نكبة في كل دول العالم من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، عرفت سلطان كما عرفه شعبه كالجبل الشامخ في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة، ودانية وقاصية. يوم أمس كان موكب مهيب وهذا الجموع الهادرة تودع سلطان.. الى مثواه الأخير.. الى رحمة الله عز وجّل.. فكل نفس ذائقة الموت ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فسبحان الحي الذي لا يموت. ناصر سعيد القحطاني