المناقب التي أسبغها زعماء وقادة العالم خلال الأيام القليلة الماضية وتناقلتها وسائل الإعلام على فقيد الوطن والأمة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- قدمت شهادة حية بأن القيادة السعودية التي يقف على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- تشكل منظومة متلاحمة همها الأكبر وهاجسها الدائم تأمين الحماية والأمن والاستقرار والتقدم للوطن وتوفير الرخاء والرفاهية للمواطن. مظاهر الحزن العميق التي سادت ربوع المملكة منذ إذاعة الخبر المفجع صباح السبت الماضي بأن ابنها البار سلطان الخير فاضت روحه إلى بارئها، هي أيضا دليل على اللحمة المتينة بين القيادة في هذا البلد الأمين والشعب السعودي النبيل الذي ظل يعبر عن حزنه العميق منذ سماعه لخبر وفاة سموه قبل أربعة أيام، لا سيما وهو يستقبل جثمان الفقيد عند وصوله إلى أرض الوطن أمس الأول، وأمس عندما ودعه في مثواه الأخير. كما أن تلك الحشود من قادة وزعماء العالم التي جاءت تعزي المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا قدمت شهادة أخرى على مكانة ودور المملكة العربية السعودية ومدى الاحترام الذي تحظى به من قبل المجتمع الدولي من جهة، وأيضًا على مشاعر الإعجاب والتقدير الذي كان يحظى به الفقيد من قبل زعماء العالم من جهة أخرى. فقد كان فقيد الوطن والأمة يجمع في شخصيته بين الود والتسامح وبعد النظر، ولم يكن موقعه كوزير للدفاع والطيران رجل يسعى إلى الحرب، وإنما مقاتل من أجل السلام، ومن أجل تنمية وتطوير علاقات المملكة بالدول الشقيقة والدول الصديقة التي كان يحرص على زيارتها لتمتين أطر تلك العلاقات، إلى جانب مساعيه الحميدة في حل خلافات الحدود بين المملكة والدول الشقيقة المحيطة بها التي تكللت بالنجاح، وأيضًا القيام بدور الوساطة في حل الخلافات العربية – العربية جنبًا إلى جنب مع شقيقيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. رحم الله سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأحسن الله عزاء الوطن فيه ملكًا وحكومة وشعبًا، وجعل مثواه جنة الخلد.