تحدث معالي المهندس نبيل أمين ملا محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة واوضح الكثير من الانجازات التي تحققت للهيئة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من ناحية اعداد المواصفات القياسية السعودية التي أصدرتها الهيئة وأيضاً دورها في منح علامة الجودة وقال معاليه: يمثل اليوم الوطني للملكة العربية السعودية ذكرى عزيزة على قلوبنا لأنه اليوم الذي تم فيه تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ( طيب الله ثراه ) على كتاب الله الكريم وعلى السنة النبوية المطهرة ، وقام رحمه الله بإعلاء راية التوحيد ، وأعاد تحكيم شرع الله الحنيف فاحتلت المملكة موقع القلب والريادة في العالم الإسلامي ، كما هي قبلته المقدسة ، التي يتوجه إليها أكثر من مليار مسلم في صلاتهم كل يوم وحجهم في كل عام ، ثم سار على نهجه أبناؤه الكرام لاستكمال مسيرة النهضة والبناء . والمتأمل لما تحقق للمملكة من تطوير اقتصادي ونهوض حضاري يشمل كل مناحي الحياة ليستشعر بكل فخر واعتزاز لما حققته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( حفظه الله ) من قفزات تنموية تعود على كل مواطن على هذه الأرض بالخير والرفاهية ، وهي قفزات متواصلة ( بإذن الله ) بفضل عزيمة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الذي يسهر على أمن ورخاء الوطن والمواطنين ويسعى إلى المزيد من التطور البناء . ويأتي احتفالنا باليوم الوطني هذا العام وقد حققت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة إنجازات ملموسة شأنها في ذلك شأن بقية القطاعات الحكومية الأخرى، وذلك بفضل الدعم المستمر والتشجيع المتواصل الذي تلقاه من حكومتنا الرشيدة حيث بلغ عدد المواصفات القياسية السعودية التي أصدرتها الهيئة منذ إنشائها وحتى الآن أكثر من ( 23000 ) مواصفة قياسية في مختلف المجالات . من أهمها المواصفات القياسية السعودية المتعلقة بالعلم السعودي حيث أصدرت المواصفة القياسية السعودية ، " م ق س 401 / 1984 " طرق اختبار قماش العلم الوطني للمملكة العربية السعودية و " م ق س 402 / 1984 " قماش العلم الوطني للمملكة العربية السعودية التي تختص بقماش العلم الوطني المكون من خيوط عديد الاستر ، وخيوط عديد الأميد( نايلون ) ، وخيوط الأكريلك ، وخيوط الحرير الصناعي ، ويمكن استخدام الأعلام المصنعة من هذه الأقمشة - عدا أقمشة الحرير - في جميع الأجواء والمناخات المختلفة . حيث تتضمن المواصفة القياسية العديد من الاشتراطات والمتطلبات التي تهدف إلى ضمان جودة قماش العلم ، وكذلك متطلبات ثبات اللون الأخضر حيال المؤثرات الطارئة مثل : الضوء والغسيل والاحتكاك الخارجي والمعالجة ضد الأشعة فوق البنفسجية ، وموانع استخدام البويات ، أو مواد الطلاء الزيتية في طباعة ( شهادة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) والسيف ، وأن يكون اللون الأبيض هو لون الشهادة والسيف . وأن يكون العلم مصنوعاً من قماش يسمح بأن تكون كتابة ( الشهادة والسيف ) بشكل واضح على العلم ، فضلاً عن صناعته من قماش مناسب بحيث يسمح ( برفرفة العلم في الهواء ) . كما أصدرت الهيئة المواصفة القياسية السعودية الخاصة بالأبعاد والتفاصيل الهندسية لأعلام ورايات المملكة العربية السعودية " م ق س 403 / 1984 " فتختص بالأبعاد والمقاسات المتعلقة بالأعلام والرايات التي توضع على المباني الحكومية أو المناطق الحدودية أو على السفن أو غيرها . كما قامت الهيئة بمنح علامة الجودة لأكثر من ( 250 ) مصنعاً من داخل المملكة وخارجها ، ووقعت الهيئة ( 14 ) اتفاقية للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة مع بعض الدول الشقيقة والصديقة بهدف ضمان جودة المنتجات وزيادة التبادل التجاري ، وحماية مصالح المنتج والتاجر والمستهلك ، كما تتولى الهيئة أمانة جائزة الملك عبد العزيز للجودة التي أنشئت بموافقة سامية وتحمل الجائزة اسم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز ( طيب الله ثراه ) . كما تبنت الهيئة خطة إستراتيجية طموحة حظيت بمباركة ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( حفظه الله ) . كما اعتمدت اللجنة السعودية للاعتماد ( 44 ) مختبراً للاستعانة بها من الجهات الرقابية والتنفيذية للتأكد من مطابقة المنتجات المستوردة للمواصفات القياسية السعودية . وتوجت هذه الجهود بصدور قرار مجلس الوزراء الموقر رقم ( 61 ) وتاريخ 28 /2 /1430ه بتعديل مسمى ( الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس ) إلى ( الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة ) لتصبح الهيئة هي المظلة الرسمية لجميع الأنشطة الخاصة بالجودة بالمملكة ، كما صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر في جلسته التي عقدها المجلس بتاريخ 13 /9 /1431ه على انضمام المملكة لاتفاقية المتر وتمثل هذه الموافقة الكريمة دعماً كبيراً لنشاطات الهيئة في مجال القياس والمعايرة بما يسهم في دعم الصناعة الوطنية ودعم تطبيقات البحث العلمي في المملكة ، وتم إطلاق رؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية للجودة بالمملكة 2020م خلال فعاليات الملتقى الثاني للجودة ( المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان ) وتعمل الهيئة على إعداد وتنفيذ الإستراتيجية المستقبلية للجودة في المملكة . وتعد الإستراتيجية الوطنية للجودة في المملكة تحولاً استراتيجياً متميزاً نحو التطبيق الفعّال لمفاهيم الجودة وتطبيقاتها،حيث يتضمن ذلك إنشاء مركز وطني للجودة والإتقان ( كبيت للجودة في المملكة ) وكذلك وضع الخطط والبرامج ومتابعة تنفيذها بالإضافة إلى إعداد سجل وطني للجودة يشتمل على قاعدة بيانات تضم كافة الجهات الوطنية ذات العلاقة بتطبيقات نظم الجودة في القطاعات الإنتاجية والخدمية، إلى جانب القيام بتنظيم وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال . ومن الجدير بالذكر في هذا المقام الإشارة إلى أن مجلس إدارة الهيئة في اجتماعه رقم 133 وتاريخ 13 /3 /1431ه قد وافق على إنشاء برنامج تسجيل عضويه بالهيئة في مجال الجودة بهدف إنشاء قاعدة بيانات للجهات والأفراد والعاملين المهتمين بالجودة ومجالاتها المختلفة . وتشارك الهيئة في العديد من الأنشطة والفعاليات على المستوى الإقليمي والعربي والدولي وتبذل جهوداً حثيثة في المحافل الدولية والمنظمات المعنية بالتقييس وذلك بهدف تطوير نشاطات المواصفات القياسية واللوائح الفنية والقياس والمعايرة في المملكة وربطها مع نظيرتها الدولية من خلال التوقيع على مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون مع الدول الصديقة الصديقة والشقيقة والتي بلغ عددها أكثر من (16) دولة وتشارك الهيئة في عضوية هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية GSO والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين( AIDMO ) وكذلك المنظمة الدولية للتقييس الايزو ( ISO ) والهيئة الدولية الكهرتقنية ( IEC ) والمنظمة الدولية للمعايرات القانونية ( OIML ) والمنظمة الدولية لاعتماد المختبرات ILAC . وختاماً فإنه يطيب لي بهذه المناسبة الغالية أن أرفع خالص التهنئة والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ( حفظهم الله ) وإلى كافة أبناء الشعب السعودي الكريم ، ولتتواصل مسيرة النماء بسواعد أبناء الوطن كي نبني وطن العز والفخر ونواصل مسيرة العطاء والتقدم والنماء .