هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدد من المسؤولين يتحدثون عن ظاهرة التكفير .. سماحة المفتي : التكفير قضية بالغة الخطورة بحاجة إلى تأصيل شرعي
نشر في البلاد يوم 20 - 09 - 2011

تحدث عدد من المسؤولين عن ظاهرة التكفير بمناسبة انعقاد (مؤتمر ظاهرة التكفير - الأسباب - الآثار - العلاج) والذي تستضيفه المدينة المنورة.في البداية تحدث سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية وقال: الحمد لله الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب ليهدي الناس إلى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.أما بعد:فإن الله تعالى أحب لعباده الإيمان والهدى، وكره لهم الكفر والضلال، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ).ومن هنا أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأقام عليهم الحجة، قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).وبين لهم سبيل الهدى من الضلال، والإيمان من الكفر، وهداهم النجدين قال تعالى: "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).فالشرع الحنيف يتشوف إلى دعوة الناس إلى الإيمان، وترغيبهم في الدخول في الإسلام، ويَسُدُّ طريقَ الكفر والنفاق ويحذّر منهما بكل وسيلة ممكنة.ومن هنا كان الأصل في المؤمن بقاؤه على الإيمان، ولا يجوز تكفيره، ما لم يقم دليل يخرجه عن دائرة الإيمان بيقين.
ومن هذا ندرك أن التكفير قضية ذات خطورة بالغة، وهي بحاجة إلى تأصيل شرعي، وبيان وتوضيح لأحكامه، وشروطه، وآثاره، وعلاج ما وقع فيه أهل الغلو من أخطاء، وسلوك منهج غير سويّ في تكفير عامة الناس، والمجتمعات المسلمة، وحكام المسلمين، وما جر هذا المسلك الخطير إلى استباحة دماء المعصومين، وما ترتب عليه من التخريب، والتدمير، والتفجير، والإخلال بالأمن في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم.ونظراً لخطورة هذه الظاهرة، والحاجة الماسة إلى إجراء بحوث ودراسات مؤصلة حولها تقوم جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعقد مؤتمر عالمي حول (ظاهرة التكفير: الأسباب، الآثار، العلاج)، وذلك في شهر شوال لهذا العام 1432ه بالمدينة المنورة.ولا تخفى أهمية هذا المؤتمر، وما يُقَدَّمُ فيه من البحوث والدراسات حول هذا الموضوع.فنسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على هذا المؤتمر، وأن يبارك في جهودهم، وأن يوفقهم للخروج بنتائج مرضية، وأبحاث قيمة، وقرارات سديدة تساهم في علاج هذه الظاهرة الخطيرة، وتحد من انتشار أضرارها وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع.ونشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود والقائمين على جائزته اهتمامهم وعنايتهم، وجهودهم الكريمة في خدمة السنة النبوية ودراسة القضايا الإسلامية المعاصرة، ونسأله سبحانه أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة يوم القيامة.
الاهتمام بمناقشة هذه الظاهرة
وقال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، نائب المشرف العام للجائزة بمناسبة مؤتمر ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار-العلاج: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.... وبعد:تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لمؤتمر ظاهرة التكفير (الأسباب.. الآثار.. العلاج) تأكيدا لجهوده – أيده الله– في خدمة قضايا العالم الإسلامي ونصرة الدين وإعلاء كلمة الحق. كما يأتي انعقاد المؤتمر متزامنا مع ما تحقق لجائزة نايف العالمية لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة من انجازات ترسخ مكانة رسالتها ونبل مقاصدها خدمة للعالم الإسلامي، وتمشيا مع دستور هذه البلاد حفظها الله والتي جعلت كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم دستورا ومنهجا لها، وعبر سنوات مضت حققت الجائزة في مختلف فروعها وأنشطتها وفعالياتها العديد من الإنجازات وذلك بفضل الله عز وجل أولاً ثم بفضل دعم وعناية واهتمام سيدي راعي الجائزة ورئيس هيئتها العليا حفظه الله، وتفردت بمنزلة ريادية ومكانة عالمية حققتها من خلال أهداف الجائزة وتنوع موضوعاتها، ومواكبة لواقع الأمة المعاصر وما تعيشه من المتغيرات وما تعانيه من مخاطر الأفكار المخالفة للشرع والعوامل التي أسهمت في زيادتها جاء التوجيه الكريم من سمو راعي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة حفظه الله إلى ضرورة عقد مؤتمر يناقش ظاهر التكفير مفندا لأسبابها ومحذرا من مخاطرها ومعززا ذلك بوضع الحلول المناسبة لعلاجها وذلك بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن خلال جلسات المؤتمر وعبر الأبحاث المتنوعة المشاركة يسلط نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين المشاركين في المؤتمر من مختلف أنحاء العالم الضوء على حقيقة الإسلام نصرة للحق والعدل وأنه الدين الصالح لكل زمان ومكان، كما سيتناول المؤتمر ظاهرة التكفير ويتولى المشاركون الرد على كل الشبهات ردا ملجما مدعما بالحجة الواضحة، والبرهان الساطع من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين عبر أبحاث علمية قيمة هادفة تعالج تلك الشبهات،وتضع حلولا للمشكلات الحادثة بسببها لتنير للمسلمين الطريق المستقيم، من خلال نظرة متكاملة تستوعب جميع متغيرات العصر وما يستجد به من النوازل.
إن المتأمل في واقع المسلمين في هذا العصر يجد أن من أسباب الضلال، والانحراف وتكفير البعض للبعض يرجع إلى تأويل آيات النصوص من الكتاب والسنة تأويلا خاطئاً إما لجهل بأحكامها ودلالتها، وإما لتحريفها عن ظاهرها وعدول بها عن الحق، ونتيجة لذلك وقعوا في كثير من المتاهات والضلالات، ونحمد الله بأن هيأ لبلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهم الله انتهاج إستراتيجية وقائية تتمثل في تعزيز قيم العقيدة الإسلامية من خلال بناء جسور للحوار بهدف القضاء على كل فكر متطرف، كما نجحت وزارة الداخلية ولله الحمد في تنفيذ برنامج مكثف لإعادة التأهيل وتقديم النصح عبر برنامج (المناصحة) بمشاركة أكثر من مائتي مرشد شرعي ومتخصص في علم الاجتماع وعلم النفس والذين يقدمون النصح للسجناء في كافة أنحاء المملكة وذلك لتبصيرهم بالأحكام الشرعية الصحيحة وتقديم نصائح نفسية واجتماعية لهم وإشراكهم في حوار ديني شامل ومكثف كما وتعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي نجحت تجربتها في مكافحة كل فكر متطرف عن طريق تنشيط الحوار وتقديم لحقيقة الدين الإسلامي ودعمها مبادرات إقليمية وعالمية ودولية ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي ظاهرة التكفير(الأسباب.. الآثار.. العلاج) تأكيدا لذلك حيث حققت التجربة السعودية نجاحات كبيرة من خلال تبني برامج فكرية وحوارية حظيت بإشادة عالمية وتمت الاستفادة منها في عدد من الدول الكبرى الأمر الذي يؤكد التزام المملكة العربية السعودية بمحاربة كل فكر متطرف بجميع أشكاله ودعمها للمجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة.ومن خلال وقائع هذا المؤتمر تجسد جائزة نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة تبنيها لقضايا العالم الإسلامي وتكون بذلك منبرا إسلاميا مضيئا وصرحا علميا شامخا ومركزا دعويا عالميا يشع منه نور الإسلام من أطهر البقاع وأقدس الأماكن من المدينة المنورة خدمة للأمة، وطلاب العلم، والمسلمون عامة في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يوفق قادتنا وولاة أمرنا لكل خير وأن يجزل الأجر والمثوبة لراعي الجائزة لما قدمه ويقدمه خدمة للإسلام والمسلمين، وأن يوفق القائمين على المؤتمر لتحقيق أهدافه.
المطلوب إيجاد حلول عملية
وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة حول المؤتمر قائلاً: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.... وبعد:جسدت جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية جانبا مضيئا في مسيرتها المتوجة بالعطاء لترقى سلم المعالي صعودا بواجباتها تجاه كل ما فيه الخير والصلاح لأبناء العالم الإسلامي والبشرية جمعاء، ومن خلال طرحها المعاصر لظاهرة التكفير ومعالجة أسباب تجذرها فكريا وكشف تفاصيل ضلالها وبراءة الإسلام منها يأتي انعقاد مؤتمر ظاهرة التكفير (الأسباب.. الآثار.. العلاج) تأكيدا لدور المملكة العربية السعودية الريادي منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في خدمة الدين الإسلامي القويم وإبراز محاسن سماحته والتصدي في المقابل بشتى الوسائل والأسباب لكل من يفكر النيل من مكانته أو تشويه صورته المشرقة، وانطلاقا لذلك يعقد هذا المؤتمر العالمي لظاهرة التكفير للإسهام في إيجاد حلول علمية وعملية للحد من انتشار هذه المشكلة والوقاية منها وأخذ الحيطة والحذر من فتنة التكفير عقدياً وشرعياً واجتماعياً وأمنياً، واستكمالا لعالمية رسالة جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي، بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإسهاما لدورها الرائد في خدمة القضايا الإسلامية والعالمية المعاصرة.
وتكمن أهداف المؤتمر المثلى في تسليط الضوء على الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لظاهرة التكفير والوقوف على أسبابها وإبراز أخطارها وآثارها وتقديم الحلول المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير وما يرتبط بذلك من الموضوعات المهمة في مقاصدها وأبعادها الآنية والمستقبلية على الأمة وعلى الفرد المسلم والمجتمع الإنساني وطرح مضامين وحلول تعزز مسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير ومناقشة ذلك وفق إطار الضوابط الشرعية بهدف درء مخاطرها وتكوين حصانة فردية واجتماعية ضدها والبعد عن الأسباب المؤدية للوقوع فيها.وأنه لمن يمن الطالع أن يعقد هذا المؤتمر بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمر الذي يؤكد مكانتها العظيمة فهي مهجر ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أرضها المسجد النبوي الشريف وعاصمة الإسلام الأولى، مواكبة لما تحقق للمنطقة من الانجازات الحضارية والتنموية كما وحظيت منطقة المدينة المنورة كبقية مناطق بلادنا الغالية بفضل الله بالكثير من الرعاية الكريمة وفي مقدمتها عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف ومشروع تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وغيرها من المشروعات الضخمة التي يسطرها التاريخ بكل الفخر والاعتزاز.وتجسد الرعاية الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لهذا المؤتمر العالمي اهتمام وعناية ولاة الأمر، كما ونحمد الله تبارك وتعالى أن وفق لهذه البلاد قيادة حكيمة تولي قضايا الأمة الإسلامية المعاصرة جل اهتمامها وتبذل الجهد والمال نصرة للدين الإسلامي وإعلاء لكلمة الحق.وبهذه المناسبة الغالية يشرفني أن أرحب باسمي شخصيا وباسم أهالي منطقة المدينة المنورة بالضيوف والمشاركين في هذا المؤتمر العالمي في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم واسأل المولى القدير أن يحفظ لهذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يوفقهما لكل خير.وفي الختام اسأل الله عز وجل أن يجزي راعي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة رئيس هيئتها العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خير الجزاء وأن يجعل ما قدمه ويقدمه لخدمة الإسلام والمسلمين في ميزان حسناته وان يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها ورخائها واستقرارها في ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله إنه سميع مجيب.
كيف نواجه الإرهاب والغلو؟
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة العليا المشرف العام على الجائزة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:إن رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للمؤتمر العالمي حول فتنة التكفير الذي تنظمه جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: (ظاهرة التكفير: الأسباب.. الآثار..العلاج) بمشاركة ثلة من العلماء والمفكرين لدراسة هذه المشكلة دراسة علمية،وتقديم الحلول العملية لها، تؤكد الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية دولة وعلماء ومواطنين.. في وجه الإرهاب والغلو والتطرف وانحراف الفكر.وتعد ظاهرة التكفير المنفَلِت، واحدة من أخطر الظواهر التي تعاني منها أمتنا الإسلامية، والتي ساهمت إلى حد بعيد في إضعاف عُرى الوحدة بين المسلمين، والتي كانت سبباً في تمزيق المجتمعات الإسلامية وإحلال التنازع فيها بدل التعاون، والفُرقة بدل الوحدة. ومن أجل ذلك ولذلك كان من الأهميَّة بمكانٍ الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التي ساهمت في نشأتها، باعتبار أنه لا يُمكن تقديم أي رؤية لعلاج هذه الظاهرة، إذا لم تكن لدينا المعرفة الكاملة والصحيحة بتلك الأسباب.وانطلاقاً من عالمية رسالة جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ولما لها من دور رائد في خدمة القضايا الإسلامية والعالمية المعاصرة وتحقيقاً لأهدافها والتي منها الإسهام في دراسة الواقع المعاصر، للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة وإيماناً منها بأهمية دراسة المشكلات المعاصرة، وإدراكاً لخطورة فتنة التكفير: عقدياً وشرعياً واجتماعياً وأمنياً، يأتي تنظيم الجائزة لهذا المؤتمر بمشاركة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بهدف إيضاح الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لظاهرة التكفير،- الوقوف على أسباب ظاهرة التكفير وإبراز أخطار ظاهرة التكفير وآثارها، وتقديم الحلول المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير.
إن جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وانطلاقاً من اهتمام وعناية وحرص سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بكل ما يخدم القرآن الكريم والسنة النبوية، قد حققت خلال الفترة الماضية العديد من الإنجازات بفضل الله وعونه ثم بدعم واهتمام راعي الجائزة حفظه الله، في مختلف فروعها سواء في مجالات الأبحاث والدراسات الخاصة بالسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أو تكريم أصحاب الجهود المتميزة في خدمة السنة النبوية وربط الناشئة والشباب من طلاب وطالبات مراحل التعليم العام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظاً وفهماً وعنايةً وتطبيقاً بمشيئة الله تعالى، أو في أنشطتها وفعالياتها العلمية والثقافية، وها هي اليوم تعقد وبمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذا المؤتمر المهم.أسأل الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يجعل التوفيق حليف قادتنا وولاة أمرنا وأن يعظم الأجر ويجزل المثوبة لراعي الجزاء لما قدمه ويقدمه خدمة للإسلام والمسلمين في شتى المجالات وفي مقدمتها عنايته بمصدري التشريع كما أشكر من شارك وساهم في تنظيم وعقد هذا المؤتمر سائلاً الله لهم التوفيق والسداد لتحقيق أهداف المؤتمر.
أخطر الفتن في العصر الحديث
أما معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي، مستشار سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمين العام للجائزة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر فيضيف بقوله: إن ظاهرة التكفير اخطر الفتن التي ظهرت في العصر الحاضر، ولها جذورها الفكرية وأسبابها التاريخية وتوجهاتها العديدة والمتنوعة، المتقنعة بأقنعة مظللة ومتسترة بالإسلام ظلماً وزورا، بدأت نواتها بالغلو في فهم الدين والجهل بأحكامه. وانتهت بالتكفير والتفجير.وانطلاقاً من عالمية رسالة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وتحقيقاً لأهدافها ومنها: الإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي. واقتراح الحلول المناسبة. وإيمانا منها بأهمية دراسة المشكلات المعاصرة وإدراكا لخطورة فتنة التكفير عقدياً وشرعياً واجتماعياً وامنياً، ورغبة منها في الإسهام في إيجاد حلول علمية وعملية للحد من انتشار هذه المشكلة والوقاية منها، ولما لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من دور رائد في خدمة القضايا الإسلامية والعالمية المعاصرة، صدرت موافقة المقام السامي الكريم برقم 2258/م ب وتاريخ 10 /3 /1430ه على عقد مؤتمر حول هذا الموضوع بعنوان (ظاهرة التكفير: الاسباب – الاثار – العلاج).وبناء على ذلك وجه راعي الجائزة صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للبدء في الإعداد لهذا المؤتمر على أن يكون مؤتمرا عالمياً يشارك فيه ثلة من العلماء والمفكرين ؛ بدراسة هذه المشكلة دراسة علمية. وتقديم الحلول العملية لها.
وبمتابعه من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز المشرف العام على الجائزة وباهتمام من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب المشرف العام على الجائزة تم تشكيل لجان المؤتمر العاملة: لجنة الإشراف العليا، واللجنة التحضيرية والجان المنبثقة عنها وهي: اللجنة العلمية واللجنة الإعلامية واللجنة التقنية ولجنة العلاقات العامة ولجنة التنظيم ولجنة المعرض.وعقب الإعلان عن المؤتمر وأهدافه ومحاوره؛ تلقت اللجنة العلمية ما يربو على (389) بحثاً وورقة عمل؛ من داخل المملكة ومن خارجها، وبعد تحكيمها وفحصها تم قبول (131) بحثاً منها؛ لباحثين وباحثات من أربعة وعشرين دولة، وتوزعت تلك الأبحاث على محاور المؤتمر التسعة ؛ وهي: المحور الأول: مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه.
المحور الثاني: ظاهرة التكفير: جذورها التاريخية والعقدية والفكرية.
المحور الثالث: الأسباب المؤدية لظاهرة التكفير.
المحور الرابع: شبهات الفكر التكفيري قديماً وحديثاً ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية.
المحور الخامس: شبهات الخوارج والجماعات التكفيرية المعاصرة والرد عليها.
المحور السادس: الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير.
المحور السابع: اثر التكفير في مستقبل الإسلام.
المحور الثامن: مسئولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير.
المحور التاسع: علاج ظاهرة التكفير: الوسائل والأساليب.
وبجانب هذه البحوث الرصينة: ستقدم جملة من أوراق العمل في الورش المقامة على هامش المؤتمر.
والمأمول أن يتمخًض هذا المؤتمر – ببحوثه وفعالياته المتنوعة – عن طائفة من التوصيات العلمية، والمقترحات العملية؛ التي تسهم في توصيف هذه الظاهرة المؤرقة، وعلاجها، وسبل الوقاية منها.
ويطيب لي بهذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل – بعد شكر الله تعالى – إلى مقام خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) على تفضله بالموافقة على إقامة المؤتمر ورعايته إياه، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء (حفظه الله ورعاه).
كما اشكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية راعي الجائزة، والمشرف العام على المؤتمر – حفظه الله – على متابعته لأعمال المؤتمر أولا بأول، ودعمه السخي للجانه ومناشطه كلها كما اشكر معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ على إسهام الجامعة في هذا المؤتمر العالمي.كما اشكر السادة الباحثين والباحثات؛ الذين اثروا المؤتمر بأبحاثهم وأفكارهم ورؤاهم النيرة؛ في سبيل الوصول إلى أهدافه النبيلة في معالجة قضيته المؤرقة.وأشكر أصحاب المعالي والفضيلة والسّعادة؛ أعضاء اللجان العاملة في المؤتمر على عملهم الدّؤوب وجهودهم المخلصة في تيسير أعمال المؤتمر، ومناشطه وفعالياته المتعددة.أسأل الله أن يبارك في هذه الجهود، وأن يحفظ قادتنا، وأن يحرس بلادنا وبلدان المسلمين كافة من كل شر وفتنة.
أخطر الظواهر في الأمة الإسلامية
وقال الدكتور مسفر بن عبدالله البشر، المدير التنفيذي للجائزة-رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا القائل (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) وعلى آلة وصحبه وبعد:إن ظاهرة التكفير واحدة من أخطر الظواهر التي عانت – ولا تزال تعاني – منها الأمة الإسلامية، وتلك الظاهرة التي أسهمت في إضعاف عرى الوحدة بين المسلمين، وتسببت في تمزيق المجتمعات الإسلامية وأثرت سلباً على صورة الإسلام والمسلمين في الرأي العالمي المعاصر.والتكفير مرحلة خطيرة تسبقها مراحل التفسيق والتبديع، والمنتسبون إلى هذا الفكر يركبون مركب الجهل والغوغائية التي تنشر الخوف، وتشيع الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم، وتخل بأمن المسلمين وأمانهم واطمئنانهم، وتلقي بالمجتمع في مستنقع التخلف والانهيار الديني، والفكري، والتنموي، والحضاري.ولخطورة هذه الظاهرة بالمجتمعات المسلمة احتضنت المملكة العربية السعودية هذا المؤتمر العالمي الذي يرعاه ويدعمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لبيان أسباب ظاهرة. وآثارها على المجتمعات. وسبل علاجها. وتأتي مبادرة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بعقد مؤتمر عالمي بعنوان (ظاهرة التكفير: الأسباب.. الآثار.. العلاج) بالتعاون بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلبية للتوجيه السامي الكريم، وتحقيقاً لأهداف الجائزة للإسهام في حل المشكلات المعاصرة بالعالم الإسلامي، وبيان محاسن الإسلام ونشرها.واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – شكلت اللجان المشرفة والمنظمة والعاملة بالمؤتمر ويتسنم منظومة تلك اللجان اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر ثم اللجنة التحضيرية التي تضم اللجنة العلمية، واللجنة الإعلامية، واللجنة التقنية، ولجنة العلاقات العامة، ولجنة التنظيم، ولجنة المعرض.
اسأل المولى جل وعلا أن يبارك بالخير جهود راعيها وداعمها الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ويجعل أجر هذه الجائزة المباركة في ميزان حسناته ويطيب لي في هذا المقام أن أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر على توجيهاته ومتابعته الدائمة والشكر لمعالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل لمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة لهذا الهدف النبيل، والشكر كذلك موصول لجميع اللجان التي أسهمت في أعمال المؤتمر ليخرج بالصورة التي تليق بمكانة المملكة العربية السعودية، وأهميتها الدينية العالمية والمجتمعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.