قال دبلوماسيون ان الدول العربية لمحت الى انها قد تتخلى عن استهداف اسرائيل بشأن ترسانتها النووية المفترضة في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع القادم في خطوة غير متوقعة ستحظى بالقطع بترحيب الغرب. وستكون هذه الخطوة بمثابة لفتة مصالحة نادرة في الشرق الاوسط المضطرب الذي يشهد تصاعداً في التوتر الاسرائيلي العربي بسبب مسعى فلسطيني منتظر للحصول على اعتراف الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية في وقت لاحق هذا الشهر في خطوة تعارضها واشنطن. وقال دبلوماسي عربي رفيع ان الغرض من قرار عدم استهداف اسرائيل هو اعطاء «فسحة أكبر» لنجاح اجتماعين مقررين أحدهما منتدى تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر تشرين الثاني حول المناطق الخالية من الاسلحة النووية وتحضره الدول العربية واسرائيل والآخر مؤتمر اقترحته مصر من المنتظر ان يعقد في 2012 لبحث اقامة مثل هذه المنطقة في الشرق الاوسط. وقال الدبلوماسي العربي «لماذا لا نعطي فرصة؟» مضيفا ان القرار اتخذ في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة هذا الاسبوع وكان اتخاذه «صعبا جدا». وقال الدبلوماسي العربي إنه ينبغي النظر إلى ذلك التغيير على انه «اجراء لبناء الثقة» و»لفتة طيبة من الدول العربية» قبل الاجتماع المزمع عقده في 2012 . ومثلما حدث في 2009 و2010 كان من المتوقع أن تقدم الدول العربية مشروع قرار في الاجتماع السنوي للدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد في الفترة من 19 الى 23 سبتمبر أيلول يدعو إسرائيل للانضمام إلى اتفاقية عالمية لحظر الانتشار النووي. ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم ان الغرب يتهم ايران بالسعي لامتلاك قدرات لتطوير أسلحة نووية. وتقول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون ان من شأن قرار يخص إسرائيل باللوم -وهو قرار غير ملزم وإن كان يحظى بأهمية رمزية- أن يقوض خطوات أوسع نطاقا تستهدف لحظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة. وقال دبلوماسيون غربيون ان السفراء العرب لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغوهم هذا الأسبوع أنهم لا يعتزمون تقديم مشروع قرار بهذا الخصوص هذا العام. وقال أحدهم «إذا صح ذلك فإننا سنرحب به بالتأكيد.» لكن دبلوماسيا أوروبيا قال إنه لم يصدر بعد اعلان رسمي بهذا الشأن من المجموعة العربية بالوكالة مشيرا الى أن موقفها قد يتغير قبل الأسبوع القادم. واضاف قائلا «ما زلت أشعر بقدر من القلق.» وقال الدبلوماسي العربي إنه يتوقع أن يتجاوب الغرب وإسرائيل مع قرار «تجميد» مشروع القرار. ولم تنف اسرائيل قط أو تؤكد امتلاكها أسلحة نووية في ظل سياسة الغموض التي تنتهجها لردع أعدائها. وما زالت هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط خارج اتفاقية حظر الانتشار النووي. وتقول الدول العربية تساندها في ذلك إيران أن موقف اسرائيل يمثل تهديدا للسلام والاستقرار الاقليمي. وتريد هذه الدول ان تضع اسرائيل كافة منشآتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتقول اسرائيل أنها لن تنضم الى اتفاقية حظر الانتشار النووي قبل ان يتحقق السلام الشامل مع خصومها من العرب والإيرانيين. وإذا وقعت إسرائيل على الاتفاقية سيتعين عليها التخلص من ترسانتها النووية. وأبلغ الدبلوماسي الامريكي البارز روبرت وود مجلس محافظي الوكالة الدولية الذي يضم 35 دولة في فيينا أن هدف جعل الشرق الاوسط خاليا من الأسلحة النووية «هدف مهم وقابل للتحقيق لكنه لا يمكن تحقيقه سريعا أو في غياب تقدم نحو... إقرار سلام شامل في المنطقة.» وترى الولاياتالمتحدة واسرائيل أن ايران هي الخطر الرئيسي في الشرق الأوسط فيما يتعلق بخطر الانتشار النووي. وأقر الاجتماع السنوي العام للدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2009 مشروع قرار عربي يعبر عن القلق تجاه «القدرات النووية الإسرائيلية» وذلك في تصويت تقاربت فيه أصوات المؤيدين من أصوات المعارضين. وعندما أعيد طرح الأمر العام الماضي تم رفضه في المؤتمر بعد معركة دبلوماسية مريرة حشدت خلالها واشنطن وحلفاؤها كل جهودهم ضد القرار. وكانت الدول العربية قد طالبت في يونيو حزيران بوضع «القدرات النووية الإسرائيلية» في جدول اعمال اجتماع العام الحالي وما زال بالامكان مناقشة هذا الموضوع. لكن دبلوماسيين قالوا إنهم لم يوزعوا أي مشروع قرار بهذا الشأن. وقال مبعوث غربي أن الدول العربية ربما تكون قررت ألا تقدم مشروع قرار هذا العام لأن من المرجح أن يرفض مجدداً.