قالت إيران يوم الثلاثاء إنها ستشارك في مؤتمر دولي مقترح عقده في ديسمبر كانون الأول القادم لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط لكن الأمل ضئيل في إحراز تقدم إذا عقد المؤتمر بالنظر الي عداوات إقليمية مترسخة في المنطقة. وتخوض طهران مواجهة مستمرة منذ فترة طويلة ضد القوى الدولية بسبب مزاعم بأنها تسعى لتطوير وسائل لإنتاج أسلحة نووية. وتنفي طهران تلك الاتهامات. ولم يتحدد بعد موعد للاجتماع الذي سيعقد في العاصمة الفنلندية في وقت لاحق هذا العام بشأن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط وتحيط الشكوك بعقده أصلا. وحتى لو انعقد المؤتمر فلا يتوقع دبلوماسيون تحقيق تقدم كبير في وقت قريب إذ ان إسرائيل -التي من المعتقد أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ترسانة نووية- لم تعلن بعد هل ستشارك في المؤتمر. واستغلت إيران مشاركتها في ندوة في بروكسل يحضرها أيضا مسؤولون من إسرائيل -عدوها اللدود- لتعلن أنها ستشارك في اجتماع هلسنكي. وقال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية للصحفيين في بروكسل "قررت الجمهورية الإسلامية الايرانية الآن أخيرا أن تشارك في مؤتمر في هلسنكي بفنلندا في ديسمبر حول منطقة خالية (من الأسلحة النووية) في الشرق الأوسط." وتابع قائلا إن إيران "مصممة على المشاركة بنشاط" في مؤتمر هلسنكي الذي قال إنه قد يمهد الطريق الي عالم خال من الأسلحة النووية. وكثيرا ما تقول إيران والدول العربية إن الترسانة النووية المفترضة لدى إسرائيل تشكل تهديدا للسلام والأمن في الشرق الأوسط. وترى إسرائيل والقوى الغربية أن إيران هي التي تشكل المصدر الرئيسي لخطر الانتشار النووي في المنطقة. وقال سلطانية "لدينا اقتناع قوي بأنه يتعين على جميع الدول أن تحشد نفسها للتأكد من تحقيق هذا الهدف النبيل لجعل الشرق الأوسط خاليا من جميع أشكال أسلحة الدمار الشامل." ويحضر سلطانية في بروكسل ندوة تنظمها مراكز أبحاث لتعزيز الجهود الرامية لعقد مؤتمر هلسنكي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيجال بالمور إن نائب المدير العام لإدارة الشؤون الاستراتيجية بالوزارة جيرمي إيساخاروف يشارك أيضا في الندوة في بروكسل لكن لم تجر أي اتصالات بين الوفدين الإسرائيلي والإيراني. وقال بالمور "هذه ندوة مهنية من الطبيعي أن تضم وفودا من بلدان مختلفة بما في ذلك إسرائيل. الوفد الذي يمثلنا مؤلف من متخصصين في مكافحة الانتشار النووي لكنه لا يضم أي مسؤول كبير لديه صلاحية سياسية." وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تنضم الي معاهدة حظر الانتشار النووي وقالت إنها لن توقع المعاهدة ولن تنبذ الأسلحة الذرية إلا في إطار اتفاق أوسع للسلام مع الدول العربية وإيران يضمن أمنها. ولم تؤكد إسرائيل قط أو تنفي امتلاكها أسلحة نووية وذلك في اطار سياسة للغموض تستهدف الردع. ولم تستبعد -مثلها مثل الولاياتالمتحدة- أي إجراء عسكري لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وأوضح سلطانية أن بلاده ستثير مسألة قدرات إسرائيل النووية في مؤتمر هلسنكي. وقال "لا يمكننا التغاضي عن وضع... تكون فيه إسرائيل خارج معاهدة حظر الانتشار النووي ويكون لديها قدرة على انتاج أسلحة نووية." وقال على فايز خبير الشؤون الإيرانية في مركز أبحاث المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن قرار إيران المشاركة في مرتمر هلسنكي له هدفان. "إيران تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد: رفض فكرة أنها قوة نووية مارقة وتصوير إسرائيل على انها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة." وقال داريل كيمبل من رابطة الحد من التسلح وهي جماعة للأبحاث مقرها واشنطن إن إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هدف شاق وبعيد لكن حان الوقت لبدء العمل من اجل تحقيقه. واضاف أنه في وسع الزعماء الإسرائيليين استغلال اجتماع هلسنكي "لتسليط الضوء على الحاجة إلى نهج متوازن واتخاذ إجراء بشأن خطوات طال انتظارها لتقليص يمكن التحقق منه لقدرات أسلحة الدمار الشامل لدى جيرانها بما في ذلك التهديدات التي تشكلها ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا وبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني وغيرهما."