قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن دول الشرق الأوسط أظهرت نهجا "متفتحا وبناء" في محادثات نادرة تتعلق بحظر الاسلحة النووية في المنطقة لكن إيران التي قاطعت الاجتماع وصفته بأنه مضيعة للوقت. وشاركت إسرائيل ودول عربية في المنتدى الذي استضافته الوكالة الدولية يومي 21 و- والذي اعتبر فرصة للمساعدة في بدء حوار بشأن قضية الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقال دبلوماسيون إن النقاش الذي أجرى خلف أبواب مغلقة اتسم عموما بالهدوء ولم ينزلق إلى مواجهة لفظية محتدمة بين الطرفين وأن هذا في حد ذاته علامة إيجابية حتى لو كان كل من الجانبين قد تمسك الى حد بعيد بموقفه. وقال مبعوث غربي "مجرد عقد الاجتماع ومجرد عقده دون أن تسيل دماء على البساط نبأ سار." وأشاد أمانو بالروح الإيجابية في المباحثات التي وصفت بأنها محاولة لها أهمية رمزية لجمع الخصوم بالمنطقة في مكان واحد حتى لو لم يسفر ذلك عن نتائج ملموسة. وقال السفير النرويجي يان بيترسن الذي رأس المحادثات التي شاركت فيها أكثر من 90 دولة إنها جرت في أجواء عملية. لكنه أوضح هو ومسؤولون آخرون أن إقامة منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط لن يحدث في أي وقت قريب حيث يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي القوة الوحيدة المسلحة نوويا وتتعرض إيران للاتهام بالسعي لصنع أسلحة. وقال بيترسن في مؤتمر صحفي "اعتقد أن هذه خطوة إيجابية صغيرة ولكن ينتظرنا طريق طويل جدا جدا." وجاء في ملخص رسمي للاجتماع أن التأييد كان قويا لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية ولكن كان هناك أيضا إدراك للصعوبات التي تكتنف ذلك. وقاطعت إيران المنتدى بعد أن وافقت الدول الأعضاء في الوكالة الدولية يوم الجمعة على قرار يوجه اللوم إليها بسبب برنامجها النووي وقالت إنه لا فائدة كبيرة ترجى من مثل هذه الاجتماعات نظرا للترسانة الذرية التي يعتقد أن إسرائيل تمتلكها. وقال رامين مهمانبارست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في طهران إنه ما دامت إسرائيل "تملك أسلحة للدمار الشامل.. أسلحة نووية وليست طرفا في معاهدة حظر الانتشار النووي ولا تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش... والدول الغربية تدعمها بوضوح فمثل هذه الاجتماعات سطحية ومضيعة للوقت." وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدةإيران الخطر الرئيسي في المنطقة فيما يتعلق بالانتشار النووي. وقال بيترسن إنه يأسف لغياب إيران التي تعرضت لموجة جديدة من العقوبات الغربية هذا الأسبوع بعد أن أذكى تقرير الوكالة الدولية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني الشكوك الدولية في أنها تسعى لتطوير قدرات في مجال التسلح النووي. وأضاف "لا أرى أن ذلك يفيد قضيتهم بأي شكل من الأشكال لكنه قرارهم." ويعتقد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط المسلحة نوويا وهي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي وتقول إنها لن تنضم الى المعاهدة وتنبذ الأسلحة النووية الا في إطار اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط مع الدول العربية وإيران يضمن لها الأمن. وركزت المحادثات في فيينا على تجارب إقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية من بينها افريقيا وامريكا اللاتينية وكيف يمكن أن تتعلم منها منطقة الشرق الأوسط. وتحدث ممثلون لتلك المناطق خلال الاجتماع. وقال مشاركون إن هذا الاجتماع قد يبعث برسالة إيجابية قبل مؤتمر دولي مزمع عقده العام القادم في فنلندا لبحث إقامة مثل هذه المنطقة في الشرق الأوسط. وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وهو احتمال لا يزال الخبراء يرونه بعيدا. واقترحت مصر فكرة عقد المؤتمر حيث تطالب بإجراء محادثات بين دول المنطقة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. لكن محتوى إفادات دول الشرق الأوسط في المناقشات في فيينا أبرزت عمق الانقسام الذي يجب التغلب عليه كي يمكن تحقيق هذا الهدف. واستهدفت الدول العربية وخصوصا سوريا إسرائيل أثناء المباحثات بسبب الترسانة النووية التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلكها لكنها لم تؤكد ذلك قط. وأوضحت إسرائيل وجهة نظرها التي ترى أن الشرق الاوسط ليس مستعدا بعد لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية مستشهدة بعدم الاستقرار السياسي والعداوات وانعدام الثقة. وقال أمانو وهو دبلوماسي ياباني مخضرم في بياته الختامي "من الممكن إجراء حوار بناء بشأن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية برغم تعقيد القضية واحتلاف وجهات النظر بين الدول المعنية."