افتقدت الساحة الشعبية وهجها، ربما تكون (الجملة) الأكثر تردداً في الساحة الشعرية الآن، في ظل فضاء الإنترنت الذي بات مفتوحا على كل شيء، فشاعر اليوم.. ليس كما يحدث قبل عشرة أعوام، فهو يملك القدرة على أن يخرج للجمهور بصوته، وصورته مباشرة عبر برامج (الفيس بوك) وغيرها وربما في ذات اللحظة، التي يقف بها أمام جهاز الكمبيوتر. إذن ما فائدة الورق، في ظل ذلك الزحف الذي لا تتوقف عجلته، يقول الصحفي اللبناني الكبير، رياض نجيب الريس، صاحب دار (رياض الريس) ببيروت: إن علاقة الناس بالورق علاقة حميمية لا يمكن أن تنتهي حتى وإن خفت حدتها. أتصور أن في حديث الريس كثيرا من الصحة، بدلالة أننا بتنا نشتاق بعد توقف كثير من الصفحات الشعبية، عن الصدور خصوصا في الغربية، الأمر الذي حدث على سبيل المثال مع ملحق (تضاريس) الشعبي، والذي كان يُشرف عليه الزميل والإعلامي القدير عبدالله الفارسي، وقد كانت تضاريس مع شقيقتها (شموس) الأخيرة التي توقفت هي الأخرى والتي يعدها الزميل القدير هليل المزيني، والتي عوض عنها ب"ملامح صبح" كانتا من أكثر المحطات حضورا في وجدان شعراء الحجاز، وبقية مناطق المملكة. وفي ظل غياب وتعثر كثير من ملاحق صحافة الغربية الشعرية، ظلت صحافة نجد للأمانة وبمختلف ملاحقها المعنية بالشعر والتراث، وإن كنت لا أميل لهذه التقسيمات، مستمرة بذات الوهج كما هو الحال مع (خزامى الصحاري) في الرياض، وكذلك ملحقي (مدارات شعبية) و(الوراق) اللتان تصدران في صحيفة الجزيرة. ولا يمكن أن ننكر خروج صفحات شعبية جديدة، كالتي خرج بها الزميل الشاعر عبدالله عبيان في الزميلة صحيفة (عكاظ) الآن، إلا أنه وللأسف أن ما حدث مع ملاحق الصحف الشعرية، طال حتى المجلات، فغاب الشعر عن مسرحها شيئا فشيئا، ما دفع من تخلف عن ركب منتديات الإنترنت، ولعاً بصحافة الورق، أن يتجه لفضاء النت المفتوح، فبتنا نرى اليوم عبر فيس بوك والمواقع الخاصة، كثيرا من الشعراء ونتواصل معهم على مدار الساعة. وتأتي هنا ..إذا ما نظرنا كذلك لكثرة البرامج والقنوات التلفزيونية المتخصصة التي تعنى بالشعر الشعبي، أهمية صفحات(ملامح صبح) ، والتي يشرف عليها الزميل العزيز هليل المزيني والذي تميز بتجربته الطويلة مع ملاحق الشعر، والأهم من كل ذلك علاقته المتواصلة مع الشعراء، والمثقفين والإعلاميين. أتمنى بالفعل أن تعيد صفحات "ملامح صبح" الأسبوعية، لصفحات الغربية العتيقة، وهجها المشهود، وأن تعيد على أقل تقدير مع شقيقاتها اللحمة، والتواصل بين جميع الشعراء، والمثقفين، والنقاد على مستوى المملكة، فهل تفعلها ملامح صبح!