لم تعد أمسيات الشعر الشعبي بمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة بنفس ما شهدته من وهج خاصة بعد الاجتماع التاريخي لسمو رئيس الحرس الوطني ووزير الدولة وعضو مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والذي عقد بقصر سموه بالرياض عام 1417ه على ما أذكر بحضور الشعراء والهتمين من مسؤولي الصفحات الشعبية وكنت أحدهم والذي أثمر عن معالجة ما كان من سلبيات تعيق دورها الريادي المنشود كأحد الأنشطة الثقافية المهمة المصاحبة لفعاليات المهرجان حيث خرجت الأمسيات من نطاقها المحلي لتصل الخليجي والعربي كذلك وشهدت مشاركة شعراء النخبة العرب والخليجيين جنبا إلى جنب مع الشعراء السعوديين مما جعل المتابعين لها يزدادون كثافة ويصل صداها إلى نطاق اوسع ويصبح امر المشاركة فيها حلم الشعراء على مستوى الوطن العربي وذلك لأن الوصول إلى منبر الجنادرية يعني بلوغ الشاعر درجة النجومية عندما يكون ملء السمع والبصر بالنسبة للمتابعين ومن قبل وسائل الاعلام المختلفة التي تحرص على تسليط الاضواء عليه بشكل مستمر لتكسب متابعة جمهوره والمتابعين له فيزداد شهرة وتقديرا. وخلال العشرة الأعوام الاخيرة قل وهج الامسيات وتقلص المتابعون لها ولما ينتج عنها من صدى إلى ان أصبحت مجرد تسجيل حضور لا اكثر من قبل المشاركين فيها ولم تعد تحظى بما كانت تحظى به من حضور جماهيري كبير وأهمية بالغة بعكس ما كانت عليه وخاصة بعد اجتماع (متعب) الذي كان بمثابة الانتصار الحقيقي للشعر والشعراء لعدة أسباب لعل أهمها مايلي: 1- عدم استثمار فترة الوهج السابقة فيما يرتقي بها او يحافظ على نفس المستوى على أقل تقدير خاصة مع ظهور برامج منافسة كشاعر المليون الذي اختطف الاضواء عنها رغم ما كان عليه من تحفظات عديدة واهمها: استنزافة لاموال الناس بدافع دعم شاعر القبيلة واثارته للنعرات القبلية والتحيزات بين الاشقاء مع خروج الشعراء منه خالي الوفاض بكل أسف فيما تذهب الاستفادة العظمى للجهة المنظمة وللشركة المنتجة التي تديرها نشوى الرويني. 2- ربط الأمسيات الشعرية مع انشطة الشعر والموروث الشعبي بالمهرجان ونقل مقر إقامتها إلى القرية التراثية واختيار الفرسان دونما اعتبار لتجاربهم الشعرية وجماهيرتهم بدافع اتاحة الفرصة للجميع. 3 - افتقادها إلى المواكبة الاعلامية المطلوبة بخلاف ما كانت عليه سابقا. ما دعاني لكتابة ما ذكر من ملاحظات هو قرب انطلاقة مهرجان الجنادرية (28) والمتوقع أن يكون يوم الاربعاء الموافق 22 جمادى الأولى 1434ه. هذا من جانب ومن الجانب الآخر، تكليف الزميل فهد الثبيتي ليكون مسؤولا عن تنظيم الأمسيات الشعرية بحسب ما تشير اليه مصادر (ملامح صبح البلاد) المقربة من القائمين على المهرجان وهو في نظري جدير بهذا الاختيار قياسا على ما تحقق له من نجاحات سابقة واهمها: دوره الريادي في تنظيم مسابقة ( شاعر الملك) عندما كان مديرا عاما لقناة (المرقاب) التي تحقق لها النجاح والتميز بحمد الله. أتمنى ان تشهد جنادرية هذا العام نقلة كبيرة للشعر الشعبي ولشعرائه لتعيد لهما الوهج ولتعيد لنا ريادتنا المسلوبة خاصة ومهرجان الجنادرية هو من حقق الانتصار له وللمهتمين به. وقبل ان اختم أود أن أشيد بما كان يبذله ومايزال ، عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان - والوجه الاعلامي المعروف الزميل جابر القرني - مدير الشؤون الاعلامية بمكتب سمو رئيس الحرس الوطني فهو وبرغم تعدد مسؤولياته إلا ان جهوده وافكاره النيرة في هذا الصدد لا ينكرها إلا جاحد ويستحق أبومعتز) كل الشكر والتقدير.