كشف مصدر سياسى إسرائيلى، رفيع المستوى، أن تركيا ليست معنية بترميم العلاقات مع إسرائيل، معتبرا أن كل من يعتقد بخلاف ذلك إنما يوهم نفسه، زاعما بأن إسرائيل سعت إلى تسوية الأزمة مع تركيا، بينما أصرت الأخيرة على أن تقدم تل أبيب الاعتذار وتدفع تعويضات وترفع الحصار البحرى عن قطاع غزة وهى خطوات لم تكن إسرائيل على استعداد لقبولها. وأضاف المصدر الإسرائيلى الذى لم يكشف عن هويته لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أنه كان واضحا بأن تركيا لم ترغب حقا فى إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، وإنما فى الظهور بمظهر المنتصرة فى المواجهة مع إسرائيل. وفى المقابل اعترف المصدر بأن تركيا دولة هامة فى المنطقة، إلا أنه لا يجوز الاعتذار لها تفاديا لنشوء سابقة تخلق مشاكل كبيرة لإسرائيل على الصعيد الاستراتيجى. وكان وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو قال إن بلاده ستعلق اتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل وستخفض التمثيل الدبلوماسى إلى مستوى السكرتير الثانى.. وهو ما يعنى طرد دبلوماسيين إسرائيليين بمن فيهم السفير. وأضاف أوغلو أن تركيا طالبت مرارا من إسرائيل الاعتذار ودفع تعويضات لعائلات الضحايا ال 9 الأتراك الذين قتلوا على أيدى قوات الجيش الإسرائيلى فى عرض البحر على متن سفينة مرمرة التى كانت متوجهة إلى قطاع غزة. وكان سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون قد تسلّم مساء أمس، الجمعة، التقرير الكامل للجنة بالمر التى حققت فى أحداث أسطول الحرية العام الماضى بعد أن كان مضمون التقرير قد تسرّب إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وأعلن كى مون، خلال حديث مع صحفيين فى العاصمة الاسترالية "كانبرا" عن أمله فى أن تتحسن العلاقات بين إسرائيل وتركيا، مؤكداً أن البلدين ينطويان على أهمية كبرى بالنسبة لمساعى إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وتواصل الإدارة الأمريكية دراسة تقرير الأممالمتحدة حول هجوم إسرائيل على أسطول الحرية الأول عام 2010، الذى أسفر عن مقتل تسعة أتراك، إلا أنها لم تعلق على مضمون تقرير "بالمر" وفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية. ونقلت يديعوت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند" قولها "الولاياتالمتحدة ترتبط بعلاقة صداقة قديمة، مع إسرائيل أو مع تركيا"، مضيفة "نأسف لأنهما عجزتا عن التوصل إلى اتفاق حول تدابير كانت لتحل خلافهما قبل نشر التقرير". وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى بيانها "نأمل أن يواصل البلدان البحث عن طريقة لتحسين علاقتهما القديمة، وسنشجع الطرفين على الماضى قدمًا فى هذا الاتجاه". وأشارت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة "تأسف بشدة للخسائر فى الأرواح وللإصابات" فى صفوف ركاب الأسطول.