تؤكد الكثير من الأوساط الطبية في العالم والمعنية بداء السكري وانتشاره في العالم ، أن درهم وقاية من هذا الداء خير من قنطار علاج ، قالوا ذلك بينما يشهد العالم ارتفاعا مذهلا في معدلات الإصابة بمرض السكري ، وارتفاعا ملحوظا في منطقة الشرق الأوسط ، وفقا لتقديرات الإتحاد الدولي للسكري الأخيرة . وكشفت التقديرات عن قلقها حال وصول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نسبة 9.3% ، من نسبة المصابين بمرض السكري في العالم. وأظهر منتدى قادة علاج السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد في دبي مؤخرا قلقا متزايدا من تواصل حصد هذا المرض لأرواح البشر ، خاصة أولئك الذين يعتمدون غالبا على أنماط حياتية يقل فيها النشاط البدني ، وبالتالي تتزايد مستويات السمنة نتيجة عن سيادة الأنظمة الغذائية غير الصحيحة. وأكد المنتدى أن على الحكومات أن تبذل جهدا مضاعفا من أجل مكافحة هذا المرض قبل وقوعه ، والحيلولة دون التوغل في المضاعفات التي تأكل الأخضر واليابس ، مظهرين في قائمة أعلى عشر دول من حيث متوسط إنتشار داء السكري في العالم :السعودية والبحرين ومصر والكويت وعمان والإمارات. وأكدت الأرقام الإحصائية أنه في كل 5 ثوان في العالم يتم تشخيص مصاب جديد بمرض السكري ، وفي كل 30 ثانية في العالم يتم بتر أحد الأطراف بسبب مرض السكري ، ومن المتوقع إصابة حوالي 439 مليون مصاب حول العالم بمرض السكري في عام 2030 بارتفاع كبير عن العدد الحالي وقدره 285 مليون مصاب. وأبدى المهتمون والمتخصصون قلقهم حيال استمرار ارتفاع هذه الأرقام في المنطقة ، وأن انتشار هذا المرض سيصيب العام بأسوأ وباء عرفته البشرية حتي الآن ، الأمر الذي دفع الأممالمتحدة في ديسمبر 2006 إلي إصدرا قرار بتصنيف السكري كتهديد عالمي ، ومن أجل ذلك أطلقت " نوفو نوردسك " حملتها العالمية لتغيير واقع السكري وطافت 22 دولة وثلاث قارات في العالم للكشف المبكر عن داء السكري عبر الحافلة المزودة بالخيمة الدائرية التي تقدم الفحص مجانا حيث تهدف إلي اكتشاف الداء وأخذ الحيطة. وإدراكاً من حكومة خادم الحرمين الشريفين بخطورة هذا الداء فقد تم تقديم الرعاية الصحية والوقائية ، والمشاركة في العديد من الملتقيات العالمية المهتمة بداء السكري ، وشاركت في المنتدى قادة علاج السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ممثلة بوزارة الصحة ، وتبع ذلك إقامة الحملة الوطنية العالمية لتغيير واقع السكري في الرياضوجدة بمشاركة جمعية طب الأسرة والمجتمع وبتنظيم من المركز الوطني للسكري الذي يهدف إلي الكشف المبكر عن داء السكري للزوار مجانا ، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الطبية للمصابين باتباع النظام الغذائي الصحيح وممارسة رياضة المشي الأمر الذي يحول دون استخدام الأدوية. الكشف المبكر واتباع النصائح الطبية من شأنه التعايش مع المرض ، وممارسة الحياة الطبيعية ، وتقليص مخاطر الإصابة المتعددة مثل تضرر العينين والكلي واحتشاء عضلة القلب وتأخير الإصابة بالمضاعفات الكبري لأكثر من 5 أعوام ، وإمكانية إطالة أمد حياة المصابين بالسكري بمعدل 3 سنوات. كما يسهم الكشف المبكر على المدى الطويل في تقليص تكاليف الرعاية الصحية بنحو 20 % ، ويذهب أكثر من نصف الإنفاق علي مرضي السكري لأغراض العلاج في المستشفيات لاسيما المضاعفات الخطيرة والمتعددة والناتجة عن عدم التشخيص وسوء الرعاية المقدمة. وفي ضوء الانتشار المتزايد الذي يلوح في الأفق قالت إحدى المريضات حديثا بالسكري أن الكشف المبكر لها ساعدها على الإقلال من مضاعفات المرض ، مؤكدة أن المؤشرات الأولية للمرض يجب أن تُراعى ، والذهاب فورا للطبيب حال الإحساس بأي مؤشر مرضي. وأبانت أنها كانت تشكو من جفاف الحلق ، والتعب الشديد ، ونقص الوزن ، وتعاملت مع الحياة الجديدة بكل بساطة ، وتقبلت المسألة التي باتت أمرا محتوما لها ويؤكد مدير المركز الوطني للسكري الدكتور زهير الغريبي على ضرورة الكشف المبكر ، لتلافي المضاعفات ، مشيرا إلى أن نسبة تخفيف المضاعفات تزداد كلما اكتشف المرض مبكرا ، مشددا على ضرورة أخذ رأي الطبيب وعدم تحاشي زيارته لأن الخوف وحده لا يغني عن الإصابة ، ووجوب تقبل الواقع ، ويضيف أن الوقاية هي الأهم من ذلك قبل الدخول في مرحلة العلاج ، واتباع الغذاء الصحيح ممارسة الرياضة ، والبدء فورا بتغيير العادات والسلوكيات الحياتية الخاطئة.