نحو تغيير واقع السكري هذا الوباء العالمي تشهد معدلات الإصابة بمرض السكري ارتفاعا متزايدا ومتواصلا في العالم بأسره نظرا لأن متوسط حياة البشر أصبحت أطول واعتماد غالبيتهم على أنماط حياتية يقل فيها النشاط البدني وتتزايد فيها مستويات السمنة وتسود فيها الأنظمة الغذائية غير الصحيحة ، إنه في كل 5 ثوان في العالم يتم تشخيص مصاب جديد بمرض السكري مع أنه في أكثر الحالات يمكن العمل على منع الإصابة بالنمط الثاني من هذا المرض كما أنه في كل 30 ثانية في العالم يتم بتر احد الأطراف بسبب مرض السكري مع أنه بوسعنا في العديد من الحالات وقف المضاعفات الخطيرة للمرض مثل بتر الأطراف ، ونوبات السكتة القلبية ، وفقدان البصر والفشل الكلوي ومن المتوقع إصابة حوالي 439 مليون نسمة حول العالم بمرض السكري في عام 2030 بارتفاع كبير عن العدد الحالي وقدره 285 مليون وفي حال استمرارها في هذا المنحني بهذا الواقع السريع فإن داء السكري سيصبح أسوأ وباء عرفته البشرية حتى الآن الأمر الذي دفع الأممالمتحدة في ديسمبر 2006 إلى اصدرا قرار بتصنيف السكري كتهديد عالمي ومن اجل هذا أطلقت نوفو نوردسك حملتها العالمية لتغيير واقع السكري والتي طافت 22 دولة وثلاث قارات في العالم للكشف المبكر عن داء السكري عبر الحافلة المزودة بالخيمة الدائرية التي تقدم الفحص مجانا حيث تهدف إلى اكتشاف الداء واخذ الحيطة وقد أدرك قادة الدول خطورة هذا الداء الأمر الذي أدى إلى الحكومات و عقد منتدى قادة علاج السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دولة الإمارات العربية المتحدة و انطلاقا من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وحرصه حفظه الله على تقديم الرعاية الصحية والوقائية الشعب المملكة وإلى كل من يعيش على أرضها الطاهرة شاركت المملكة العربية السعودية في المنتدى ممثلة بوزارة الصحة كما تبع هذا الاهتمام إقامة الحملة الوطنية العالمية لتغيير واقع السكري في كل من الرياضوجدة بمشاركة جمعية طب الأسرة والمجتمع وبتنظيم من المركز الوطني للسكري والتي تهدف إلى الكشف المبكر عن داء السكري للزوار مجانا وتقديم الاستشارات الطبية للمصابين باتباع النظام الغذائي الصحيح وممارسة رياضة المشي الأمر الذي يحول دون استخدام الأدوية والتعايش مع المرض وممارسة الحياة الطبيعية ويسهم تشخيص السكري قبل حصول المضاعفات والإدارة الجيدة لمرضى السكر يطول حياتهم عبر توفير افصل العلاجات في تقليص مخاطر الإصابة بالمضاعفات الصغرى (تضرر العينين والكلى بنسبة تتراوح بين 10و 25% , والمضاعفات الكبرى المرتبطة بحالات السكري المتقدمة ( المرحلة الأخيرة من مرض الكلى واحتشاء عضلة القلب وفقدان البصر بنسبة تتراوح بين 15و55 % ومع معايير الرعاية المطورة يمكن تأخير الإصابة بالمضاعفات الكبرى لأكثر من 5 أعوام وإمكانية إطالة أمد حياة المصابين بالسكري بمعدل 3 سنوات كما يسهم على المدى الطويل في تقليص تكاليف الرعاية الصحية بنحو 20 % .ويذهب أكثر من نصف الإنفاق على مرضى السكري لأغراض العلاج في المستشفيات لاسيما المضاعفات الخطيرة والمتعددة والناتجة عن عدم التشخيص وسوء الرعاية المقدمة وفي ضوئها الانتشار المتزايد تشهد هذه الأرقام قفزة كبيرة لتصل إلى 490مليار أمريكي في عام 2030 ومن خلال هذه الإحصائيات التي تلوح في الأفق بخطر هذا الداء حري بنا وخاصة دول الخليج أن نولي هذا الداء جل اهتمامنا ومن خلال معايشتي للحملة واكتشاف الحالات المصابة لمست مدى الخوف لدى الكثير من الناس فهل الإحجام عن الكشف يخفي المرض ؟ لا بل يؤدي إلى المضاعفات ولكن هناك البعض اقبل على الحملة لمعاناته من الأعراض التي تشير بإصابته بالسكري حيث أكدت احدى الزائرات من إصابتها مشيرة إلى أنها تشكو من جفاف الحلق والتعب الشديد ونقص الوزن ولم تتفاجأ عندما اكتشف من خلال الفحص أنها مصابة ويؤكد مدير المركز الوطني للسكري الدكتور زهير الغريبي مدير الحملة علي ضرورة الكشف المبكر لتلافي المضاعفات.