أعترف بأني أخفي في داخلي قدراً كبيراً من الفضول وأحمل دوماً تساؤلات كثيرة عما يحدث من حولي، وأجد نفسي لا شعورياً أتأمل المواقف بأدقِّ تفاصيلها لدرجة خانقة ومزعجة في بعض الأحيان! ومع أن التركيز على كل ما هو إيجابي في هذه الحياة التي نعيشها لمرة واحدة هو من أجمل أساليب التفكير التي تساعدنا على الإنجاز وتجاوز العقبات، إلا أننا لا نستطيع السكوت والوقوف مكتوفي الأيدي أمام أمورٍ لا يمكن تمريرها أو التغاضي عنها، وعلى سبيل المثال ما يحدث في قطاع الأعمال وبالتحديد علاقة الموظف بمديره! فهذه العلاقة تعاني من شبه انعدام للمِهنيّة التي يتمتع بها القلة القليلة جداً سواء في عالمنا العربي الكبير أو في مجتمعنا الصغير، فتجد ذلك المدير أوالمسؤول أو المشرف عن موظف ما يتعامل معه وكأنه دمية يحركها كيف يشاء ووقتما يشاء، وقد يعمد إلى الإساءة إليه بالقول «لكسر عينه» أو استخدام السلطة لقهره إن شعر بأنه قد يتمرد أو ينوي المطالبة بحقوقه، وكأنّ هذا الموظف هو «عبدٌ» ليس لديه أي مهمة في الحياة إلا تحقيق مطالب هذا المدير، وبالطبع سيترتب عليه أن يكون على أهبة الاستعداد دوماً وفي أي وقت على حساب صحته وحياته الشخصية! وفوق كل ذلك عليه أن يحمد الله على أنه يتمتع بهذه الوظيفة وهذه المكانة التي خصه بها مديره وبأنه يتقاضى راتباً في نهاية الشهر..! أسباب هذه المشكلة برأيي متشعبة ولها أكثر من وجه، لكن أعتقد بأن هناك البعض من الشخصيات التي تخفي بداخلها عدداً لا يحصى من العُقَد نتيجة معاناتها في مرحلة من مراحل حياتها من القهر أو الكبت، وهذه الفئة تشكل خطراً على أفراد المجتمع إن حدث وأن حظيت بمقدار بسيط من القوة أو السلطة، فحينها تبدأ بممارسة أشكال القمع وتُظهِر نزعتها الإنتقامية فيمن حولها، فيصبح ذلك الموظف أحد الضحايا. في المقابل هناك فئة لا تستطيع الفصل بين علاقاتها الشخصية وعلاقاتها المهنية مع الموظفين فتتدخل العاطفة في كثير من قرارتها وبذلك فهي تؤذي الطرفين. أخيراً أقول.. إن العلاقة بين المدير والموظف لابد وأن تبنى على الرقيّ في التعامل الإنساني الذي يحفظ لكلا الطرفين كرامته ولا ينتقصها، ففي النهاية لن يبقى في الذاكرة إلا أثر الفعل الحسن والكلمة الطيبة. كاتبة إعلامية [email protected]