لا أعلم لم يتم حصر استخدام كلمة «النفوذ» فيما يتعلق بوفرة المال أو المركز الاجتماعي أو السلطة! مع أن الأمر لا يقتصر فقط على هذه الجوانب! فقد يكون النفوذ ثمرة لجمال الروح أو لحسن الخلق أو للعشرة الطيبة التي تخلق ذكريات لا تنسى، فعلى سبيل المثال قد تلتقي بإنسان بسيط جدا لا يملك من المال أو المركز الاجتماعي شيئا يذكر، لكنه ومع ذلك يتمتع بنفوذ كبير على جميع من يعرف، فكلمته مسموعة وطلباته مجابة، وحين يتمكن منك الفضول للاقتراب وكشف السر الغامض لهذه العلاقة الروحية المتينة، تتوصل إلى السبب.. وهو «أذنيه»! فهذا الرجل هو من يركض إليه من حوله حين تخنقهم الرغبة في «الفضفضة».. فينصت لهم دون مقاطعة! هكذا فقط..! وقد يتكرر نفس المشهد باختلاف الأبطال والتفاصيل والأسباب، حتى أنا وأنت أيها القارىء العزيز نتمتع بقدر من النفوذ، قد ندرك مصدره وقد لا نفعل، لكن لم لا نفكر في البحث عنه واستغلاله؟! ولم نربطه دوما ب«السوء»؟ لما لا يكون مثلا «حسن» استغلال النفوذ..؟! حسن سأوضح.. وأنا لا أتحدث هنا أبدا عن «الواسطة»، إنما أتساءل عن سبب عدم استغلال نقاط قوتنا لنكون عنصرا فعالا في تحقيق التنمية في المجتمع! كأن يستغل الموظف نفوذه في تقديم خدمة ليست جيدة فقط بل مثالية لعملائه، وأن يستغل المدير نفوذه في خلق بيئة عمل تحفز على الإبداع والابتكار وتبقى لسنوات طويلة من بعده، وأن يستغل الطبيب نفوذه ليس في تقديم أفضل رعاية صحية للمرضى فحسب بل وتثقيفهم لمواجهة أمراض العصر، وأن يستغل المذيع صوته وحضوره في تثقيف مستمعيه والبحث عن طرق وأساليب جديدة لغرس الرغبة في المعرفة في عقولهم، وأن تستغل الحسناء ابتسامتها في نشر المحبة بين صديقاتها والتقريب بينهن، وأن يستغل القائمون على القنوات الفضائية ما يتمتعون به من نفوذ ونسب مشاهدة عالية في تعزيز الإيجابية في نفوس المشاهدين! ربما سنحتاج لبذل المزيد من الجهود، لكن النتائج فعلا تستحق.. لذا لو سمحت .. استغل نفوذك! [email protected]